للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال ابن عبد البر: «ظاهر هذا الحديث يدل على أنه لما قدم المدينة صلَّى إلى بيت المقدس، لا قبل ذلك، والله أعلم» (١).

وقد يقال: الحديث تعرض لما بعد الهجرة، ولم يتعرض لما قبلها.

ويلزم على هذا القول أن تكون القبلة نسخت مرتين.

قال القرطبي: «أجمع العلماء على أن القبلة أول ما نسخ من القرآن، وأنها نسخت مرتين على أحد القولين» (٢).

الدليل الثاني:

(ح-٨٤٤) ما رواه الشافعي من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن ابن الحارث المخزومي، عن حكيم بن حكيم، عن نافع بن جبير،

عن ابن عباس ، أن رسول الله -قال: أمني جبريل عند باب البيت مرتين .... الحديث (٣).

وجه الاستدلال:

قال ابن رجب: «المصلي عند باب البيت لا يستقبل بيت المقدس إلا أن ينحرف عن الكعبة بالكلية، ويجعلها عن شماله، ولم ينقل هذا أحد» (٤).

• ويجاب:

بأن المحفوظ من لفظ الحديث قوله: (عند البيت) (٥).


(١) الاستذكار (٢/ ٤٥٣).
(٢) تفسير القرطبي (٢/ ١٥١).
(٣) مسند الشافعي (ص: ٢٦).
(٤) فتح الباري لابن رجب (١/ ١٨٤).
(٥) الحديث سبق تخريجه، انظر: (ح: ٤٥٥)، وأن الحديث من قبيل الحسن لغيره في الجملة، إلا أن هذا الحرف أعني قوله: (عند باب البيت) مخالف لرواية الأكثر:
فالحديث رواه الثوري، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، والمغيرة بن عبد الرحمن، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن محمد، وعبد الله بن جعفر، ومسلم بن خالد، كلهم رووه عن عبد الرحمن بن الحارث، على اختلاف عليه فيها، وإليك بيان مروياتهم:
فالأول: رواه الثوري، واختلف على الثوري فيه:
فرواه عبد الرزاق كما في المصنف (٢٠٢٨)، ومسند أحمد (١/ ٣٣٣)، ومنتقى ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>