للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قام رسول الله -فأيقظيني، فقام رسول الله ، فقمت إلى جنبه الأيسر، فأخذ بيدي، فجعلني من شقه الأيمن، فجعلت إذا أَغْفَيْتُ يأخذ بشحمة أذني، قال: فصلى إحدى عشرة ركعة، ثم احتبى حتى إني لأسمع نفسه راقدًا، فلما تبين له الفجر، صلى ركعتين خفيفتين (١).

الشاهد قوله: (ثم احتبى)، دليل على أن النهي ليس لذات الهيئة، وإنما النهي لما تفضي إليه، فإذا كان لا يخاف معها انكشاف العورة لم تكره.

الدليل الثالث:

(ح-٨٣٠) ما رواه البزار في مسنده من طريق الحسين بن صالح، عن مسلم، عن مجاهد،

عن أبي هريرة أن رسول الله -جلس عند الكعبة، فضم رجليه، فأقامهما، واحتبى بيديه (٢).

[قال الدارقطني: المحفوظ عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس] (٣).


(١) صحيح مسلم (٧٦٣).
(٢) مسند البزار (١٨٧٨).
(٣) رواه الحسين بن صالح كما في إسناد البزار، وشعب الإيمان للبيهقي (٨/ ٢٨٥).
وتابعه الصلت بن الحجاج كما ذكر ذلك الدارقطني في العلل (١٠/ ٧٣)، فروياه، عن مسلم ابن كيسان الأعور، عن مجاهد، عن أبي هريرة.
ورواه غيره عن مسلم، عن مجاهد عن ابن عباس فيما ذكره الدارقطني في العلل كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
ورواه أبو طاهر المخلص من طريق خالد بن عمرو، حدثنا المثنى أبو سلمة الحارثي، -وكان من عباد الكوفة- قال: حدثنا مسلم الأعور، عن مجاهد، عن ابن عمر، فجعله من مسند ابن عمر .
قال الدارقطني في العلل (١٠/ ٧٣): يرويه مسلم الأعور، واختلف عليه، فرواه الصلت بن الحجاج، عن مسلم الملائي، عن مجاهد، عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس، وهو المحفوظ. اه
ولم أقف على إسناد ابن عباس من طريق مسلم الأعور، وإنما وقفت عليه من طريق آخر، رواه الطبراني في الكبير (١١/ ١٥٢)، وعنه أبو نعيم في الحلية (٥/ ٨٣)، من طريق محمد بن الفضل، عن كرز، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: دخلت على رسول الله ، وهو يصلي
محتبيًا محلل الإزار. ومحمد بن الفضل متهم بالكذب، والله أعلم.
وجاء الاحتباء من مسند أبي هريرة من طريق آخر:
رواه أحمد (٢/ ٥٣٢) حدثنا حماد الخياط، حدثنا هشام بن سعد، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله إلى سوق بني قينقاع متكئًا على يدي فطاف فيها، ثم رجع، فاحتبى في المسجد، وقال: أين لكاع؟ ادعوا لي لكاعًا .... الحديث.
ومن طريق هشام بن سعد أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١١٨٣)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٣٥).
وإسناده لا بأس به إن كان هشام بن سعد حفظ فيه ذكر الاحتباء؛ ذلك أن الحديث في الصحيحين، وليس فيه ذكر الاحتباء، وهشام بن سعد ليس بالقوي، والله أعلم.
ورواه الخطيب البغدادي (٧/ ٣٧) من طريق محمد بن عبد الله بن محمد الكوفي، قال: حدثنا العباس بن الخليل بن جابر الطائي الإمام بحمص، قال: حدثنا كثير بن عبيد الحذاء، قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن الأسود بن عامر، عن ابن حي، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة. وهذا موضوع.
في إسناده محمد بن عبد الله الكوفي، قال الخطيب البغدادي: كتبوا عنه، ثم تبين كذبه، فمزقوا حديثه، وكان يضع الأحاديث للرافضة.
وقال الدارقطني: قعد للرافضة، وأملى عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة، وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع.
وفي إسناده العباس بن الخليل بن جابر، قال فيه أبو أحمد الحاكم: فيه نظر.
وفيه ليث بن أبي سليم ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>