للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

اشتمال الصماء له تعريفان: تعريف عند العرب نقله أبو عبيد عن الأصمعي، وهو قائم على المدلول اللفظي للكلمة (١).

وتعريف لجمهور الفقهاء قائم على التأويل لأدنى علاقة بالمدلول اللفظي.

وعند الرجوع إلى المذاهب الأربعة للوقوف على التعريف الاصطلاحي رأينا بعض المذاهب يقدم تعريف العرب خلافًا لما عليه أكثر الفقهاء.

التعريف الأول: تعريف أهل اللغة:

توجه أكثر الحنفية، وابن حزم من الظاهرية، وبعض المالكية وبعض الشافعية، وبعض الحنابلة إلى تقديم تعريف العرب على تعريف الفقهاء.

فقالوا: هو أن يجلل بثوب واحد بدنه كله من رأسه إلى قدمه، ولا يدع منفذًا


(١) قال أبو عبيد كما في غريب الحديث (٢/ ١١٧): «قال الأصمعي: اشتمال الصماء عند العرب: أن يشتمل الرجل بثوبه فيجلل به جسده كله، ولا يرفع منه جانبًا، فيخرج منه يده. وقال أبو عبيد: وربما اضطجع فيه على هذه الحال. قال أبو عبيد: كأنه يذهب إلى أنه لا يدري لعله يصيبه شيء يريد الاحتراس منه، وأن يقيه بيديه فلا يقدر على ذلك؛ لإدخاله إياهما في ثيابه فهذا كلام العرب، وأما تفسير الفقهاء ...... »، ثم ذكر تفسير الفقهاء، وقال: الفقهاء أعلم بالتأويل في هذا، وذاك أصح معنى الكلام، والله أعلم.
فالعرب فسروها بما تقتضيه الكلمة من معنى، فالصماء: في اللغة: هو الشيء الذي ليس فيه خرق ولا صدع، كالصخرة الصماء، وإنما قيل لها صماء؛ لأنه إذا اشتمل به سدت على يديه ورجليه المنافذ كلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>