للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الدليل الثالث:

(ث-١٨٩) روى ابن أبي شيبة في المصنف، قال: حدثنا حفص، عن الأعمش،

عن ثابت بن عبيد، قال: ما رأيت ابن عمر وابن عباس زارَّيْنِ عليهما


= عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن أمه، عن أم سلمة.
فقال: عن أبيه، عن أمه. والذي في إتحاف المهرة (١٨/ ٢٢٣) ح ٢٣٥٩٢، عن أمه فقط، وكذا في مختصر الذهبي، وهو الصواب.
ويبقى الترجيح بين رواية: زهير، وزيد بن الحباب، والفضل بن موسى حيث رووه، عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد الله بن بريدة، عن أم سلمة.
أو رواية أبي تميلة، عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد الله بن بريدة، عن أمه، عن أم سلمة.
قال الترمذي كما في العلل الكبير (ص: ٢٩٠): سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن عبد الله بن بريدة، عن أمه، عن أم سلمة.
فاعتمد البخاري رواية أبي تميلة، وإن كان واحدًا على غيره وإن كانوا جماعة، ولعل ذلك باعتبار أن عبد الله بن بريدة ربما تعمد إسقاط ذكر أمه في الإسناد، وليس إسقاطها من قبيل الوهم؛ حتى تكون المقارنة بين الواحد والجماعة.
وبعضهم يذهب إلى أنه ربما يكون سمعه من أمه، ثم سمعه من أم سلمة، وهذا لا يصار إليه إلا لو أنه حُفِظَ لنا إسنادٌ يجمعهما في طريق واحد، والله أعلم.
وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٥١): «الأول منقطع -يقصد ابن بريدة، عن أم سلمة- والثاني: عن أم عبد الله بن بريدة، وحالها غير معروفة». اه
وقال شعيب الأرنؤوط: «أم عبد الله وإن لم يعرف حالها تعد في طبقة الصحابة، أو كبار التابعين، إذ ولد ابنها عبد الله سنة خمس عشرة … ».
وقال عبد الله بن بريدة نقلًا من تهذيب الكمال (١٤/ ٣٣١) «ولدتُ لثلاثٍ خلون من خلافة عمر … ».
فإن كانت صحابية وهو الظاهر فقد جاوزت القنطرة، وإن كانت من كبار التابعين فليس لها من الرواية إلا هذا الحديث في اللباس، وضبطه لا يحتاج إلى حفظ، وعدالتها الدينية لا جرح فيها، وهي زوجة صحابي جليل، وقد قال الذهبي في الميزان (٤/ ٦٠٤): «وما علمت في النساء من اتُّهِمَتْ، ولا من تركوها».
ولعل سبب ذلك أن الراويات من النساء قلة، ومن عرفن فقد عرفن بالثقة، وندر في النساء من جرحت بسبب من أسباب الجرح لكن أكثرهن مجهولات، انظر: تحرير علوم الحديث للجديع (١/ ٤٩٢).
فأرجو أن يكون الحديث من قبيل الحديث الحسن، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>