كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

ودخول اليد من جيب القميص دليل على سعة الجيب.

فإن قيل: لعل تحت القميص إزارًا أو سراويل فلا يحتاج إلى زر القميص.

قيل: هذا افتراض، والأصل عدمه حتى يثبت، ولو كان مع القميص غيره لذكر.

الدليل الثاني:

(ح-٧٤٠) روى عبد الله بن بريدة، عن أمه، عن أم سلمة، قالت: لم يكن ثوب أحب إلى رسول الله ﷺ من القميص.

[حسن إن شاء الله] (١).

= والإسناد الأول في فعل صحابي، ومثله يهتدى به إلا أنه ليس في الصلاة، وفي إسناده أبو أيوب مقلاص المصري لم يَرْوِ عنه إلا ابنه سعيد، وقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٦٢)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/ ٤٣٣)، وسكتا عنه، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولم أقف على أحد وثقه، ففيه جهالة.
والإسناد الثاني صحيح إلا أنه فعل تابعي، لا حجة فيه.
(١) هذا الحديث مداره على عبد المؤمن بن خالد، واختلف عليه فيه:
فقيل: عنه، عن عبد الله بن بريدة، عن أم سلمة.
وقيل: عنه، عن عبد الله بن بريدة، عن أمه، عن أم سلمة.
وقيل: عنه، عن عبد الله بن بريدة، عن بريدة، عن أم سلمة. ولعله تحريف.
وقيل: عنه، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن أمه، عن أم سلمة، وهذا تحريف أيضًا.
فيبقى الصواب أنه روي على وجهين: عن عبد الله بن بريدة، عن أم سلمة.
وعن عبد الله بن بريدة، عن أمه، عن أم سلمة.
وعبد المؤمن بن خالد: قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به.
وذكره ابن حبان في ثقاته. وقال الترمذي في السنن (٤/ ٢٣٨): هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث عبد المؤمن بن خالد تفرد به.
وإليك بيان هذه الطرق بالتفصيل:
فالحديث أخرجه أبو يعلى (٧٠١٤)، حدثنا أبو خيثمة (زهير بن معاوية).
وأخرجه عبد بن حميد كما في المنتخب (١٥٤١)، والترمذي في السنن (١٧٦٢)، وفي الشمائل (٥٤)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٣٣٩) عن زيد بن الحباب.
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده (١٨٧٨)، وأبو داود في السنن (٤٠٢٥) والترمذي في السنن (١٧٦٢)، وفي الشمائل (٥٤)، والنسائي في الكبرى (٩٥٨٩)، من طريق الفضل بن موسى، ثلاثتهم (زهير، وزيد، والفضل) عن عبد المؤمن بن خالد الحنفي، قال: حدثني =