(٢) قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٦٧٣): تفرد به حاتم بن سالم البصري، ويقال له: الأعرجي، وحديث ابن جريج أصح من ذلك. قلت: حاتم بن سالم البصري، ترك أبو زرعة الرواية عنه، وقال: لا أروي عنه. الجرح والتعديل (٣/ ٢٦١). وقال أبو حاتم: يتكلمون فيه. المرجع السابق. وقال ابن حجر في الميزان: أشار البيهقي إلى لين روايته. وذكره ابن حبان في الثقات. (٣) الحاكم في المستدرك (١١٣٦). (٤) وقال ابن فتحون في ذيل الاستيعاب: لم أرَ أحدًا ممن ينسب إلى الحفظ، أكثر أوهامًا منه، ولا أظلم أسانيد، ولا أنكر متونًا، وعلى ذلك فقد روى عنه الجلة، ووصفوه بالحفظ، منهم أبو الحسن الدارقطني فمن دونه. قال: وكنت سألت الفقيه أبا على -يعني الصدفي- في قراءة معجمه عليه، فقال لي: فيه أوهام كثيرة، فإن تفرغت إلى التنبيه عليها فافعل، قال: فخرجت ذلك وسميته: (الإعلام والتعريف بما لابن قانع في معجمه من الأوهام والتصحيف). لسان الميزان: (٥/ ٥٠). وقال البرقاني: هو عندي ضعيف، ورأيت البغداديين يوثقونه. المرجع السابق. وخسفه ابن حزم، وقال فيه كلامًا جارحًا لا أرى نقله مناسبًا، وأكتفي بنقل الحق منه، فقد نقل لنا أنه قد تغير قبل موته بسنة. وقال أبو الحسن بن الفرات: حدث الاختلاط قبل موته بسنتين. وأثبت اختلاطه الخطيب البغدادي. وقال الدارقطني: كان يحفظ، ولكنه يخطئ ويصر. وكون الدارقطني يصفه بالجملة الفعلية (كان يحفظ) ليس في دلالة وصفه بالجملة الاسمية، كما لو قال: كان حافظًا. وقال الخطيب: لا أدري لماذا ضعفه البرقاني، فقد كان ابن قانع من أهل العلم والدراية، ورأيت عامة شيوخنا يوثقونه، وقد تغير في آخر عمره. ووصفه الحاكم بالحافظ، وقال الذهبي في السير (١٥/ ٥٢٦): الإمام الحافظ البارع الصدوق إن شاء الله القاضي أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق … اه قلت: الذي ضعفه معه زيادة علم، خاصة أن ابن فتحون قد تتبع كتابه معجم الصحابة، فتبين له ذلك، ووافقه أبو علي الصدفي والبرقاني، ولم يكن بالسوء الذي رماه به ابن حزم، فهو إلى الصدق أقرب مع وقوعه في أوهام، غفر الله له ذلك، وتفرده بهذا الحديث شاهد على صحة كلامهم، الله أعلم.