هذا فيما يتعلق برواية سعد بن سعيد، عن محمد التيمي، عن قيس. قال ابن رجب: فتح الباري لابن رجب (٥/ ٩٦): «ذكر أبو داود والترمذي: أن ابن عيينة قال: سمع هذا الحديث عطاء من سعد بن سعيد، فعاد الحديث إلى حديث سعيد المتقدم. وقد رواه الضعفاء، فأسندوه عن عطاء، وإسناده ووصله وهم: فرواه أيوب بن سويد، عن ابن جريح، عن عطاء، عن قيس، وأيوب ضعيف، وهم في إسناده له عن قيس. ورواه سعيد بن راشد السماك، عن عطاء، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، وسعيد هذا، ضعيف. ورواه محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، عن أبيه، عن عطاء، عن جابر، عن النبي ﷺ. ومحمد بن سليمان، يقال له: البومة، ضعيف. والصحيح عن عطاء: المرسل، قاله أبو حاتم والدارقطني وغيرهما». اه كلام ابن رجب هذا فيما يتعلق بطريق سعد بن سعيد، عن محمد التيمي، عن قيس بن عمرو، وله أكثر من علة: أحدها: قال الترمذي: «إسناد هذا الحديث ليس بمتصل، محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من قيس». وروى بعضهم هذا الحديث عن سعد بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، أن النبي ﷺ، خرج فرأى قيسًا». اه أي مرسل. الثاني: أن سعد بن سعيد فيه ضعف، قال النسائي: ليس بالقوي، وضعفه أحمد ويحيى بن معين في رواية، وفي أخرى: قال: صالح. وقال محمد بن سعد: كان ثقة قليل الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ. وقال ابن حجر: صدوق سَيِّئُ الحفظ. الثالثة: قد اختلف في قيس بن عمرو، وقيس بن قهد، أهما شخص واحد، وإنما الاختلاف في اسم أبيه؟ هل يقال له: عمرو، أو قهد، أو سهيل، أم هما شخصان، فيكون هذا اختلافًا ثالثًا في الحديث؟ فقال الترمذي في السنن (٤٢٢): قيس هو جد يحيى بن سعيد الأنصاري، ويقال: هو قيس بن عمرو، ويقال: ابن قهد. اه وقال مصعب بن عبد الله الزبيري عن قيس بن قهد جد يحيى بن سعيد الأنصاري ولم يكن بالمحمود في أصحاب رسول الله ﷺ … تهذيب الكمال (٢٤/ ٧٣). وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ٢٣١٢): «قيس بن قهد الأنصاري مختلف في اسم أبيه، فقيل: قيس بن عمرو، وقيل: قيس بن سهل، وقيل: ابن قهد، وهو جد يحيى بن سعيد الأنصاري … » اه. وقال ابن أبي خيثمة نقلًا من الاستيعاب (٣/ ١٢٩٨): «هذا وهم … وإنما جد يحيى بن سعيد قيس بن عمرو، قال: وقيس بن قهد هو جد أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري الكوفي، قال ابن عبد البر تعليقًا: وهو كما قال ابن أبي خيثمة، وقد غلط فيه مصعب، وكلهم خطأه في قوله هذا». انتهى نقلًا من الاستيعاب. =