للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الاعتراض الخامس:

زعم الطحاوي أن الإسفار ناسخ لحديث التغليس، وهذا ضعيف جدًّا، فالنسخ لا يصار إليه إلا بشروط منها: أن يتعذر الجمع، وأن يعلم التاريخ، فيتبع المتأخر، والطحاوي رحمه يكثر من القول بالنسخ عند أدنى تعارض، ولو قيل بنسخ الإسفار لكان أولى من اختيار الطحاوي؛ لأن حديث التغليس داوم عليه النبي إلى أن فارق الدنيا، وعمل به أبو بكر وعمر، وكان أول من أسفر بها عثمان كما قال ابن عمر، وكلها جائزة، وإن كان التغليس أفضل.

الاعتراض السادس:

أحاديث التغليس ليس فيها دليل على أنها الأفضل، بخلاف حديث الإسفار فقد نص على أنه أعظم للأجر.

• ويجاب عنه:

بأن مداومة النبي على التغليس وكذلك أبو بكر وعمر دليل على أنه الأفضل، وهل يداوم النبي على المفضول؟!

الدليل الثالث:

(ح-٦٠٣) ما رواه أبو يعلى، قال: حدثنا أبو حاتم.

والمقدسي في الأحاديث المختارة من طريق أبي الربيع، كلاهما عن معتمر بن سليمان، قال: حدثني رجل يقال له: بيان (وعند المقدسي: الرقاشي) قال:

قلت لأنس: حدثني عن وقت رسول الله في الصلاة، قال: كان يصلي الظهر عند دلوك الشمس، ويصلي العصر بين صلاتيكم الأولى والعصر، وكان يصلي المغرب عند غروب الشمس، ويصلي العشاء عند غروب الشفق، ويصلي الغداة عند الفجر حين يفتتح البصر، كل ما بين ذلك وقت، أو قال: صلاة (١).

هذا لفظ أبي يعلى، وقال المقدسي: ويصلي الغداة عند الفجر إلى أن ينفسح البصر.

وهكذا رواه شعبة، عن أبي صدقة، عن أنس، ولعل قوله: (يفتتح البصر) تصحيف.

[ضعيف] (٢).


(١) مسند أبي يعلى (٤٠٠٤).
(٢) ومن طريق معتمر بن سليمان رواه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٣٣)، والسراج في حديثه =

<<  <  ج: ص:  >  >>