للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
ويتفقون على عدم ذكر هذا الحرف، كما هي رواية ابن إسحاق.
ورواه يحيى بن سعيد القطان، والثوري، عن ابن عجلان، واختلف عليهما في ذكرها، فلو كان ابن عجلان من المبرزين في الحفظ لقيل متابعة الثوري ليحيى بن سعيد القطان تجعل هذه الزيادة محفوظة، ويغض الطرف عن الاختلاف عليهما، أما وحال ابن عجلان كما تعلم خفيف الضبط، وليس من المبرزين في الحفظ، يضاف إلى ذلك الاختلاف عليه في ذكرها، فإن الحمل سيكون على ابن عجلان، حيث تارة يزيدها، وتارة يحذفها، وليس عن الراوي عنه كالقطان والثوري، ويكون المحفوظ من رواية ابن عجلان ما وافق رواية ابن إسحاق، فهذا هو الأولى أن يكون محفوظًا من الحديث، والله أعلم.
وجاءت هذه الزيادة من طريق زيد بن أسلم، وقد روي عن زيد بن أسلم من طرق كثيرة، ذكرت منها سبعة طرق إلى زيد بن أسلم، في تخريج الحديث، انظر: الاختلاف على زيد بن أسلم في تخريج الحديث في أدلة الحنفية، إلا أن أفضل طريقين روي فيه عن زيد بن أسلم اختلفوا فيما بينهم في الإسناد، ولم يختلفوا في اللفظ، حيث اتفقوا على ذكر هذه الزيادة:
فالطريق الأول: رواه النسائي في المجتبى (٥٤٩)، والطبراني في المعجم الكبير (٤/ ٢٥١) ح ٤٢٩٤، من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رجال من قومه، وقال الطبراني: عن رجل من الأنصار، أن رسول الله قال: ما أسفرتم بالفجر فإنه أعظم بالأجر.
واقتصر على هذا الطريق النسائي، وصححه ابن عبد الهادي، وهو وإن تفرد به أبو غسان، عن زيد بن أسلم، إلا أنه موافق في الجملة لرواية ابن عجلان ومحمد بن إسحاق، من حيث الإسناد، والخلاف بينهما في إبهام الصحابي، وهو لا يعتبر فارقًا مؤثرًا، وقد خالف أبو غسان ابن إسحاق في لفظ الحديث، كما خالف أيضًا كل من رواه عن ابن عجلان موافقًا لابن إسحاق، وهم الأكثر عن ابن عجلان.
الطريق الثاني: عن زيد بن أسلم، ما رواه حفص بن ميسرة (١/ ١٧٩) كما في شرح معاني الآثار للطحاوي.
وعبد العزيز الدراوردي كما في مسند ابن أبي عمر العدني، انظر: المطالب العالية (٢٥٩).
ويعقوب بن عبد الرحمن القارئ ذكره ابن رجب في فتح الباري (٤/ ٤٣٦) ثلاثتهم رووه عن زيد ابن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن رجال من قومه من الأنصار، وقال الدراوردي: عن رجل من أصحاب النبي ، بلفظ: (أصبحوا بصلاة الصبح فما أصبحتم بها فهو أعظم للأجر).
هؤلاء وإن خالفوا أبا غسان في إسناده حيث سقط من إسناده محمود بن لبيد، فإنهم موافقون له في معنى الحديث، وذلك بذكر زيادة (فما أصبحتم بها فهو أعظم لأجوركم).
أيكون المقدم في الحديث ما اتفق عليه ابن إسحاق وابن عجلان، ويطرح من رواية ابن عجلان ما اختلف عليه في لفظه، وخالف فيه ابن إسحاق؟ =

<<  <  ج: ص:  >  >>