للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

باقٍ، وصلاة الصبح من صلاة النهار، وأثر الليل لا يزال موجودًا، حيث يدخل وقت الصبح، والغلس مستحكم.

ولو حكمنا الأثر فإن العبرة للغالب، فإن الليل بغياب الشفق الأحمر يعتبر غالبًا على غيره، والله أعلم.

الدليل الثالث:

أن الشفق في اللغة: اسم لما رقَّ، يقال: ثوب رقيق: أي شفيق، ومنه الشفقة: وهي رقة القلب من الخوف والمحبة، ورقَّة نور الشمس باقية ما بقي البياض.

أو أن الشفق اسم لرديء الشيء وباقيه، والبياض باقي آثار الشمس (١).

• ونوقش من أكثر من وجه:

الوجه الأول:

إذا فسر الشفق بأنه اسم لرديء الشيء، فإن الحمرة أردأ من البياض؛ وذلك لأن البياض أقوى من الحمرة.

الوجه الثاني:

أكثر أهل اللغة ينسبون تفسير الشفق بالحمرة لأهل اللغة، وينسبون تفسير الشفق بالبياض لبعض الفقهاء، وتفسير اللغة مقدَّم؛ لأن الشرع لم يجعل للشفق حقيقة شرعية.

قال الخليل في كتابه العين: «الشفق الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الأخيرة» (٢)، ولم يذكر البياض من معاني الشفق.

وقال في تهذيب اللغة: «الشفق: الحمرة التي في المغرب من الشمس، قال: وكان بعض الفقهاء يقول: الشفق البياض … قال الفراء: وسمعت العرب تقول: عليه ثوب مصبوغ كأنه الشفق، وكان أحمر فهذا شاهد للحمرة» (٣).


(١) انظر: بدائع الصنائع (١/ ١٢٤).
(٢) العين (٥/ ٤٥).
(٣) تهذيب اللغة (٨/ ٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>