الطريق الثالث: زائدة بن قدامة، عن عاصم. رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ١٧٣)، من طريق زائدة، قال: سمعت عاصمًا يحدث عن زر عن علي ﵁، قال: قاتلنا الأحزاب فشغلونا عن صلاة العصر حتى كربت الشمس أن تغيب، فقال رسول الله ﷺ: اللهم املأ قلوب الذين شغلونا عن الصلاة الوسطى نارًا، واملأ بيوتهم نارًا، واملأ قبورهم نارًا. قال علي ﵁: كنا نرى أنها صلاة الفجر. وهذه متابعة لحماد بن زيد في سماع زر بن حبيش الحديث من علي ﵁. الطريق الرابع: قيس بن الربيع، عن عاصم. رواه أبو داود الطيالسي (١٥٩)، قال: حدثنا قيس، عن عاصم، عن زر، عن علي، قال: قال رسول الله ﷺ: صلاة الوسطى صلاة العصر. الطريق الخامس: جابر الجعفي، عن عاصم. أخرجه أحمد في المسند (١/ ١٥٠) حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن جابر، أن عاصم بن بهدلة، قال: سمعت زرًّا، يحدث عن علي، عن النبي ﷺ أنه قال يوم أحد: شغلونا عن صلاة الوسطى حتى آبت الشمس، ملأ الله قبورهم، وبيوتهم، وبطونهم نارًا. وجابر ضعيف جدًّا. الطريق السادس: إسرائيل، عن عاصم. رواه ابن جرير الطبري في تفسيره ط هجر (٤/ ٢٥٣) من طريق إسرائيل، عن عاصم، عن زرّ، قال: انطلقت أنا وعَبيدة السَّلْماني إلى علي، فأمرت عبيدة أن يسأله عن الصلاة الوسطى، فقال: يا أمير المؤمنين، ما الصلاة الوسطى؟ فقال: كنا نراها صلاة الصبح، فبينا نحن نقاتل أهل خيبر، فقاتلوا حتى أرهقونا عن الصلاة، وكان قبيل غروب الشمس، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ اللهم املأ قلوب القوم الذين شغلونا عن الصلاة الوسطى وأجوافهم نارًا، أو ملأ قلوبهم نارًا، قال: فعرفنا يومئذٍ أنها الصلاة الوسطى. ورواية إسرائيل هذه رفعت الخلاف بين رواية الثوري وبين رواية غيره، حيث رواه الثوري، عن زر بن حبيش، عن عبيدة، عن علي، ورواه غيره عن زر، عن علي ﵁، وثبت سماع زر للحديث من علي حيث كان مع عبيدة حين سأل عليًّا عن الصلاة الوسطى، والله أعلم، إلا أن هناك حرفًا في رواية إسرائيل قد تفرد به، وهو أن الحديث جعله في غزوة خيبر، والمعروف أنه قيل في غزوة الأحزاب، والله أعلم. (١) فتح الباري (٨/ ١٩٦).