للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، قال: فغضب اليهود والنصارى، وقالوا: نحن أكثر عملًا، وأقل عطاء، قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فإنه فضلي أعطيه من شئت (١).

ورواه البخاري بنحوه من طريق الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر (٢).

ورواه أيضًا من طريق نافع، وسالم عن ابن عمر (٣).

قال محمد بن الحسن: «هذا الحديث يدل على أن تأخير العصر أفضل من تعجيلها، ألا ترى أنه جعل ما بين الظهر إلى العصر أكثر مما بين العصر إلى المغرب في هذا الحديث، ومن عجل العصر كان ما بين الظهر إلى العصر أقل مما بين العصر إلى المغرب، فهذا يدل على تأخير العصر، وتأخير العصر أفضل من تعجيلها، ما دامت الشمس بيضاء نقية لم تخالطها صفرة» (٤).

• ويجاب:

بأن هذا المثل لم يضرب لبيان أوقات الصلوات، والاستدلال به على أوقات الصلاة غير مقصود للشارع، ودلالته على ذلك لو سلمت من باب دلالة الإشارة، فلا يعارض الأحاديث الكثيرة والتي نقلت لنا سنة الرسول التعجيل في العصر، ودلالتها نصية، ومقصودة للشارع، وإذا تعارضت دلالة الإشارة مع دلالة العبارة قدمت دلالة العبارة عند أهل الأصول، كتقديمهم دلالة المنطوق على دلالة المفهوم، والله أعلم.

وقد سبق مناقشة دلالة هذا الحديث عند الكلام على مسألة وقت الظهر، فارجع إليه إن شئت.

الدليل الرابع:

(ح-٥٠٦) ما رواه أبو داود من طريق محمد بن يزيد اليمامي، حدثني يزيد بن


(١) موطأ مالك رواية محمد بن الحسن (١٠٠٨).
(٢) صحيح البخاري (٥٠٢١).
(٣) صحيح البخاري (٢٢٦٨، ٥٥٧).
(٤) موطأ مالك رواية محمد بن الحسن (ص: ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>