للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وروى مسلم من طريق مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة،

عن أنس بن مالك، قال: كنا نصلي العصر، ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف، فيجدهم يصلون العصر (١).

قال ابن عبد البر: قباء: موضع بني عمرو بن عوف (٢).

قال ابن حجر: قباء من العوالي، وليست العوالي كل قباء، ولعل مالكًا لما رأى أن في رواية الزهري إجمالًا حملها على الرواية المفسرة، وهي روايته المتقدمة عن إسحاق حيث قال فيها: ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف، وقد تقدم أنهم أهل قباء، فبنى مالك على أن القصة واحدة؛ لأنهما جميعًا حدثاه عن أنس، والمعنى متقارب فهذا الجمع أولى من الجزم بأن مالكًا وهم فيه» (٣).

قال القاضي عياض: «فسر مالك العوالي بثلاثة أميال من المدينة.

قال غيره: وهى مفترقة، فأدناها ميلان، وأبعدها ثمانية أميال» (٤).

فإذا خلصنا من الكلام على لفظ الحديث نأتي إلى وجه الدلالة فيه.

فقد دل الحديث على أن السنة التعجيل في صلاة العصر؛ لأنه لا يمكن للمصلي أن يصليها ثم يذهب ثلاثة أميال إلى أربعة، والشمس مرتفعة لم تتغير، إلا أن يكون قد صلى في أول الوقت، وكان ذلك في أيام الصيف حيث


(١) صحيح مسلم (٦٢١).
(٢) التمهيد (٦/ ١٧٨).
(٣) فتح الباري (٢/ ٢٩).
(٤) إكمال المعلم (٢/ ٥٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>