للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كان رسول الله يصلي المكتوبة؟ فقال: كان يصلي الهجير، التي تدعونها الأولى، حين تدحض الشمس … الحديث، ورواه مسلم بنحوه (١).

وجه الاستدلال:

قوله: (كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى) فالهجير هي الظهر، وهي تسمى الأولى فكانت الظهر هي الصلاة الأولى من النهار.

• ونوقش هذا:

بأن تسميتها الأولى ليس لأنها أول صلاة النهار، وإنما أطلق عليها ذلك إما لكون التسمية عرفية، ولذلك قال الراوي: (التي تدعونها الأولى) ولو كانت التسمية متلقاةً من الشرع لنسب التسمية إليه، بدلًا من نسبة التسمية إليهم، وقد تكون هذه التسمية العرفية جاءت لكون الفجر يقع قبل طلوع الشمس والغلس ما زال يعم الكون.

أو إنها سميت بالأولى لأنها أول صلاة صلاها جبريل حين بيَّن للنبي مواقيت الصلوات الخمس، ولا يلزم من ذلك أن تكون أول صلاة النهار، فأول صلاة النهار هي صلاة الصبح كما ستأتي أدلته في القول الثاني إن شاء الله تعالى (٢).

• دليل من قال: الصلاة الأولى صلاة الصبح:

الدليل الأول:

أن النبي لما بين المواقيت من فعله بدأ بها، كما في حديث أبي موسى، وحديث بريدة، وهما في صحيح مسلم، وهذان بالمدينة، وصلاة جبريل بالنبي في مكة.

الدليل الثاني:

أن صلاة الفجر تسمى صلاة الصبح (٣)، وصلاة الغداة (٤)، فهي أول صلاة تقع في النهار.


(١) صحيح البخاري (٥٤٧)، وصحيح مسلم (٢٣٥ - ٦٤٧).
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح (٦/ ١٧٠).
(٣) جاء إطلاق الصبح على صلاة الفجر في أحاديث كثيرة، منها حديث أبي هريرة: (من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح … ). رواه البخاري (٥٧٩)، ومسلم (٦٠٨).
(٤) جاء إطلاق صلاة الغداة على صلاة الصبح، في أحاديث منها: حديث أبي برزة، وفيه: … وكان
ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه .... ) رواه البخاري (٥٤٧)، ومسلم (١٧٢ - ٤٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>