عن أبي مسعود فذكره منقطعًا، لكن رواه الطبراني من وجه آخر عن أبي بكر عن عروة فرجع الحديث إلى عروة ووضح أن له أصلًا وأن في رواية مالك ومن تابعه اختصارًا وبذلك جزم ابن عبد البر وليس في رواية مالك ومن تابعه ما ينفي الزيادة المذكورة فلا توصف والحالة هذه بالشذوذ». ورغم أن طريق أبي بكر ضعيف، فإن أحدهما منقطع، لأنه بلاغ، ورواية الطبراني في إسنادها أيوب بن عتبة، وليس بالقوي، فكيف تقدم هذه الرواية الضعيفة على رواية الزهري والتي هي في الصحيحين بل وفي دوواين السنة، ورواها عن الزهري كبار أصحابه، بل ينبغي إذا رجعت رواية أبي بكر الضعيفة إلى رواية عروة، قدمت رواية الزهري عن عروة لصحتها على رواية أبي بكر عن عروة لضعفها، كيف وقد اختلف على أبي بكر اختلافًا كثيرًا، فقيل: عن أيوب بن عتبة، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن ابن أبي مسعود، عن أبيه. أخرجه أبو بكر الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (٦٠)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٢٦٠) ح ٧١٨، والدارقطني (١٠٢٥)، والبيهقي في المعرفة (١/ ٤٠١). وفي إسناده أيوب بن عتبة، وليس بالقوي كما تقدم. وقيل: عن أبي بكر بن حزم، بلغه أن أبا مسعود. وهذا منقطع. أخرجه البيهقي في السنن (١/ ٣٦٥)، وفي المعرفة (١/ ٤٠٠) من طريق أيوب بن سليمان ابن بلال، عن أبي بكر بن أبي أويس، حدثني سليمان بن بلال، قال: قال صالح بن كيسان: سمعت أبا بكر بن حزم بلغه، أن أبا مسعود. وقيل: عن أبي بكر بن حزم، عن أبي مسعود، وهذا منقطع بين أبي بكر وبين أبي مسعود. رواه الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (٥٨) من طريق أيوب بن سليمان أيضًا، قال: حدثني أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، أخبرني يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن حزم، عن أبي مسعود. فكيف يصح أن يقوى طريق أسامة بطريق أبي بكر مع هذا الاختلاف عليه هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن شرط التقوية أن يطابق لفظ أبي بكر لفظ أسامة، وهذا ما لم يتوفر هنا، فليس في حديث أسامة أن جبريل كرر الصلوات الخمس مرتين في يومين، فهو صريح أن جبريل صلى خمس صلوات في يوم واحد، بخلاف رواية أبي بكر بن حزم، كما أن أوقات الصلاة في حديث أسامة ينقلها أبو مسعود من خلال مشاهدته لفعل الرسول ﷺ بعد هذه الحادثة في أيام مختلفة، فهو يقول رأيت رسول الله ﷺ يصلي الظهر حين تزول الشمس وربما أخرها حين يشتد الحر، ويصلي العشاء حين يسود الأفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، فهو منفك عن صلاة جبريل بالنبي ﷺ، وأما حديث أبي بكرة فهو ينقل صلاة جبريل بالنبي ﷺ خلال يومين متتابعين فقط، وبينهما فرق، فلا يصح أن تقوى رواية أسامة برواية أبي بكر مع اختلاف ألفاظهما.