للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وفي رواية قال: جمعت هذه الآية مواقيت الصلاة ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ﴾ [الروم: ١٧] المغرب والعشاء ﴿وَحِينَ تُصْبِحُونَ﴾ [الروم: ١٧] الفجر ﴿وَعَشِيًّا﴾ [الروم: ١٨] العصر ﴿وَحِينَ تُصْبِحُونَ﴾ [الروم: ١٨] الظهر (١).

وخالف ابن عبد البر في دلالة هذه الآيات على أوقات الصلوات، فقال: «ليس في محكم القرآن في أوقات الصلوات شيء واضح يعتمد عليه» (٢).

يقصد ابن عبد البر والله أعلم دلالة صريحة يعتمد عليها، وأما الدلالة الظاهرة فلا يمكن دفع تفسير ابن عباس، والله أعلم.

وأما السنة: حديث: (الصلاة ما بين هذين) قاله جبريل بعد ما صلى بالنبي -في مكة لتعليمه أوقات الصلوات بعد أن فرضت على المسلمين، فصلى بالنبي -الصلوات الخمس، في اليوم الأول في أول الوقت، ثم صلاها به في اليوم الثاني في آخر الوقت، ثم قال له: (الصلاة ما بين هذين) ورد ذلك من حديث ابن عباس، وهو حديث حسن بمجموع طرقه، ومن حديث جابر، وهو حديث حسن لذاته، وسوف نأتي على ذكرهما في المواقيت.

وقالها الرسول -في المدينة، وقد سأله رجل عن مواقيت الصلاة، فقال: صَلِّ معنا هذين اليومين، كما في حديث بريدة، وحديث أبي موسى، وكلاهما في مسلم، فصلى الصلوات الخمس في اليوم الأول في أول الوقت، ثم صلاها في اليوم الثاني في آخر الوقت، ثم قال للسائل: الصلاة ما بين هذين الوقتين، وسوف يأتي تخريجهما عند الكلام على مواقيت كل صلاة إن شاء الله تعالى.


(١) الأوسط (٢/ ٣٢٢).
(٢) الاستذكار (١/ ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>