للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وعلى التنزل فإن النبي لم يطلب أن يليه مطلق الكبار، بل أمر أن يليه أولو الأحلام والنهى، وكان يحب أن يليه المهاجرون والأنصار.

العلة الثانية: أن قيسًا عاب على الأمراء في ذلك الوقت، فقال: (هلك أهل العُقْدة، ورب الكعبة ألا لا عليهم آسى، ولكن أسى على من يهلكون من المسلمين)، فكيف يقال مثل ذلك في عهد عمر ، وهل عرفت الأرض بعد النبي وأبي بكر عهدًا أكثر عدلًا من خلافة عمر ، وكانت عين عمر رضي الله على نوابه، وكان مهيبًا فكيف يصح ما يقوله أبي بن كعب.

ويجاب:

الكلام الصادر من أبي بن كعب صادر من غير معصوم، وإذا أخطأ أبي في قوله فهذا لا يعود على السنة بالإبطال، فأبي احتج على قيس بإبعاده بعهد النبي إليهم، وليس بفقهه، وأقره الصحابة ، وفي مقدمتهم عمر ، هذا هو موضع الاحتجاج، وأما كلام أبي في الأمراء فقد يكون رأى ما يغضبه، فخرج منه هذا الكلام ساعة الغضب، وهو بشر ليس بمعصوم، والحجة في روايته، وفهمه للرواية، وليس لقوله في الأمراء، والله أعلم.

وقد يكبر الشيء الصغير في عيون الصالحين؛ لصلاح المجتمع حينئذٍ، وهو في عيون غيرهم من الأمور الصغيرة، كما قال أنس قال: إنكم لتعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا نعد -وفي نسخة: نعدها- على عهد النبي الموبقات. قال الإمام البخاري: يعني بذلك المهلكات. رواه البخاري (١).

الدليل الثالث:

(ح-٣٣٤٨) روى الإمام أحمد، قال: حدثنا معتمر، عن حميد،

عن أنس قال: كان رسول الله يحب أن يليه المهاجرون والأنصار في الصلاة.

[صحيح] (٢).


(١) صحيح البخاري (٦٤٩٢).
(٢) رواه معتمر كما في مسند الإمام أحمد (٣/ ١٠٠)، والأحاديث المختارة للمقدسي (١٩٢٥).
والثوري كما في مصنف عبد الرزاق، ط: التأصيل (٢٥٣٣)، والأحاديث المختارة للمقدسي (١٩٢٢)، وأمالي ابن سمعون الواعظ (٢٠٤).
ويزيد بن هارون، كما في مسند الإمام أحمد (٣/ ١٩٩)، ومسند عبد بن حميد كما في المنتخب (١٤٠٧)، ومسند أبي يعلى (٣٨٤٨)، والمجالسة وجواهر العلم للدينوري (١٨٧٥)، والأحاديث المختارة للضياء المقدسي (١٩٢٣، ١٩٢٦)، والسنن الكبرى للبيهقي (٣/ ١٣٨).
وابن أبي عدي، كما في مسند أحمد (٣/ ٢٠٥)، وصحيح ابن حبان (٧٢٥٨).
وعبد الله بن بكر، كما في مسند الإمام أحمد (٣/ ٢٦٣)، وشرح معاني الآثار (١/ ٢٢٦)، ومشكل الآثار للطحاوي (٥٨٣٥)، وفي الأوسط لابن المنذر (٤/ ١٨٧)، والأحاديث المختارة للمقدسي (١٩٢٨).
وعبد الوهاب الثقفي كما في سنن ابن ماجه (٩٧٧)، والآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (١٨٠٤)، ومسند أبي يعلى (٣٨١٦)، والأحاديث المختارة (١٩٢٤).
وخالد بن الحارث كما في السنن الكبرى للنسائي (٨٢٥٣)، وفضائل الصحابة له (٢٠٦).
والحارث بن عمير كما في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (١٨٠٥).
والأبيض بن الأغر المنقري كما في الثقات لابن حبان (٦/ ٨٦)، الأحاديث المختارة (١٩٢٩).
ويزيد بن زريع كما في مستدرك الحاكم (٧٩٥)، والسنن الكبرى للبيهقي (٣/ ١٣٨)، كلهم رووه عن حميد، عن أنس.
وصححه النووي في الخلاصة (٢٤٩٦): على شرط البخاري ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>