للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أن يصلي بالناس .... فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفة، فقام يُهَادَى بين رجلين، ورجلاه يخطان في الأرض، حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حِسَّه، ذهب أبو بكر يتأخر، فأومأ إليه رسول الله : قم مكانك، فجاء رسول الله حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي قائمًا، وكان رسول الله يصلي قاعدًا، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر (١).

[جلوس النبي عن يسار أبي بكر، تفرد به أبو معاوية عن الأعمش قال البخاري: وزاد أبو معاوية: جلس عن يسار أبي بكر].

قال ابن رشد: «أراه تأول أن النبي ائتم بأبي بكر إذ خرج في مرضه الذي توفيه، وهو يصلي بالناس، كما تأول مالك».

يريد أن النبي قام عن يسار أبي بكر في صلاته في مرض موته، وكان الإمام أبا بكر على أحد القولين؛ لأن النبي منع أبا بكر من التأخر في الصف إبقاء لإمامته، وإلا فالتبليغ عنه لا يحتاج فيه أن يصف بجانبه مخالفًا سنة الإمام في التفرد إذا كان الجماعة أكثر من اثنين، ورؤية أفعال الإمام، وهو خلفه أهون من رؤية أفعاله، وهو بجانبه خاصة إذا كان الإمام قاعدًا، والمبلغ واقفًا.

وقال المازري: «وأما ابن المسيب فإنه يتعلق بكون النبي عن يسار أبي بكر في الصلاة التي كانت في مرضه ، فإنا قد قدمنا اختلاف الرواة في كون أبي بكر في تلك الصلاة إمامًا، على أن تلك القصة لو ثبت كون أبي بكر إمامًا فيها، لكان مقام النبي إلى جنب أبي بكر من خصائصه التي لا تتعدى إلى غيره فلا تكون حجة لما قاله ابن المسيب» (٢).

وقد تكلمت على هذه المسألة، والخلاف فيها، أكان النبي هو الإمام، أم كان الإمام أبا بكر ؟ وما ذكر أن النبي وقف عن يسار أبي بكر، أهو


(١) صحيح البخاري (٧١٣).
(٢) شرح التلقين (٢/ ٦٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>