للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يصلي بأصحابه حضرًا وسفرًا حتى توفاه الله، وهي وظيفة خلفائه في حياته ومن بعده، فينبغي أن يكون قدوة في كل شيء ومنه حسن خلقه؛ ولأن صلاة الجماعة عقدت من أجل اجتماع الناس على العبادة وتأليف قلوبهم عليها، فكان حسن الخلق مدعاة لجمع الناس، وترغيبهم في الجماعة، والله أعلم.

دليل من قال: إذا استووا في الكل أقرع بينهم.

نص المالكية والشافعية والحنابلة على أنهم إذا تساووا في صفات الأئمة، وتشاحوا فيها، أقرع بينهم، قال المالكية: إذا كان مقصدهم حيازة فضل الإمامة، لا طلبًا للرئاسة (١).

وقال الحنفية: إذا اجتمعت هذه الصفات في رجلين: يقرع بينهما أو الخيار إلى القوم (٢).

والدليل على أن شرعية التحاكم إلى القرعة:

أن القرعة طريق شرعي إذا تزاحمت الحقوق.

قال تعالى: ﴿فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾ [الصافات: ١٤١].

وقال تعالى: ﴿إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ﴾ [آل عمران: ٤٤].

والآيتان الكريمتان وإن كانتا في شرع من قبلنا، لكن قد جاء في شرعنا ما يؤيده.

(ح-٣١٨٨) فقد روى مسلم من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب،

عن عمران بن حصين أن رجلاً أعتق ستة مملوكين له عند موته، ولم يكن له مال غيرهم فدعا بهم رسول الله فجزأهم أثلاثًا، ثم أقرع بينهم، فأعتق اثنين، وأرق أربعة (٣).

(ح-٣١٨٩) وروى البخاري ومسلم من طريق مالك، عن سمي مولى أبي بكر،


(١) عقد الجواهر (١/ ١٤٣)، جامع الأمهات (ص: ١١٠)، التوضيح لخليل (١/ ٤٦٩)، الذخيرة للقرافي (٢/ ٥٠)، القوانين الفقهية (ص: ٤٨)، تحبير المختصر (١/ ٤٤٤)، التاج والإكليل (٢/ ٤٧٠)، شرح الزرقاني على خليل (٢/ ٤٤)، شرح الخرشي (٢/ ٤٦)، حاشية الدسوقي (١/ ٣٤٢، ٣٤٥)، تحفة المحتاج (٢/ ٢٩٧)، مغني المحتاج (٢/ ٣٠)، نهاية المحتاج (٢/ ١٨٣)، أسنى المطالب (١/ ٢٢٠)، الغرر البهية (١/ ٤٤٦).
(٢) حاشية الشلبي على تبيين الحقائق (١/ ١٣٤)، خزانة المفتين (ص: ٥٠٤)، البحر الرائق (ص: ٥٠٤)، البناية شرح الهداية (٢/ ٣٣٢)، الدر المختار (ص: ٧٦).
(٣) صحيح مسلم (٥٦ - ١٦٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>