للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والتقي: من يجتنب المحرمات.

فالتقوى: متحقق السبب، والورع مظنون السبب.

دليل الحنابلة على تقديم الأسن، ثم الأشرف، ثم الأقدم هجرة بعد الأقرأ والأفقه:

الدليل الأول:

(ح-٣١٨٤) روى البخاري ومسلم من طريق أيوب، عن أبي قلابة،

عن مالك بن الحويرث، قال: أتيت النبي في نفر من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيمًا رفيقًا، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا، قال: ارجعوا فكونوا فيهم، وعلموهم، وصلوا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم (١).

ورواه خالد الحذاء، عن أبي قلابة به، قال الحذاء: وكانا متقاربين في القراءة (٢).

وجه الاستدلال:

قوله: (فليؤمكم أكبركم)، فيه دليل أن الإمامة تستحق بالسن إذا كان معه قراءة وعلم، وتخصيص السن بالذكر؛ لأنهم هاجروا إلى المدينة معًا، وصحبوا رسول الله عشرين ليلة معًا، فاستووا في الأخذ عنه قراءة وفقهًا، فلم يبق ما يتفاضلون به إلا السن، وهذا ما جعل الراوي خالد الحذاء يقول: وكانا متقاربين في القراءة.

قال ابن بطال: «لا خلاف بين العلماء أنهم إذا استووا في القراءة والفقه والفضل، فالأسنُّ أولى بالتقديم ..... » (٣).

ويناقش:

لا إشكال في إدخال السن من الأوصاف التي تستحق بها الإمامة، لكن الاعتراض على تقديم الأسن والقرشي على الأقدم هجرة، فحديث أبي مسعود جعل الأقدم هجرة قبل التفاضل بالسن، وإنما لم تعتبر الهجرة في حق مالك بن الحويرث ورفقته؛ لأنه لم يثبت في حقهم هجرة، وصحبوا رسول الله عشرين ليلة معًا، فاستووا في الأخذ عنه قراءة وفقهًا، فلم يبق ما يتفاضلون به إلا السن.


(١) صحيح البخاري (٦٢٨)، وصحيح مسلم (٢٩٢ - ٦٧٤).
(٢) صحيح مسلم (٢٩٣ - ٦٧٤).
(٣) شرح البخاري لابن بطال (٢/ ٣٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>