للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فدل على أن الصحابة يتفاضلون في الفقه كما يتفاضلون بالقراءة، فتقديم النبي للأقرأ لا يدل على تساويهم في الفقه.

الجواب الثاني:

وبعضهم أجاب بأن تقديم الأقرأ كان في أول الإسلام حين كان حفاظ القرآن قليلا، وقد قدم عمرو بن سلمة وهو صغير على الشيوخ لذلك، وكان سالم يؤم


= اتفقا بإسناده هذا على ذكر أبي عبيدة فقط، وقد ذكرت علته في كتاب التلخيص.
قال الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص ١١٤): «وهذا من نوع آخر علته، فلو صح بإسناده لأخرج في الصحيح، إنما روى خالد الحذاء، عن أبي قلابة أن رسول الله قال: (أرحم أمتي)، مرسلًا وأسند، ووصل: (إن لكل أمة أمينًا، وأبوعبيدة أمين هذه الأمة).
هكذا رواه البصريون الحفاظ، عن خالد الحذاء، وعاصم جميعًا، وأسقط المرسل من الحديث، وَخَرَّجَ المتصل بذكر أبي عبيدة في الصحيحين».
وقال الحافظ في (التلخيص) (٣/ ١٧٣): «وقد أعل بالإرسال، وسماع أبي قلابة من أنس صحيح، إلا أنه قيل: لم يسمع منه هذا، وقد ذكر الدارقطني الاختلاف فيه على أبي قلابة في العلل، ورجح هو وغيره كالبيهقي والخطيب في المدرج: أن الموصول منه ذكر أبي عبيدة، والباقي مرسل، ورجح ابن المواق وغيره رواية الموصول، وله طريق أخرى عن أنس أخرجها الترمذي من رواية داود العطار، عن قتادة عنه، وفيه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف، ورواه عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة مرسلًا، قال الدارقطني: هذا أصح».
ووصله جماعة عن خالد الحذاء إلا أنّهم اقتصروا فيه على ذكر فضل أبي عبيدة، منهم:
شعبة بن الحجاج كما في صحيح البخاري (٤٣٨٢)، وأكتفي به في الصحيح.
وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، كما في صحيح البخاري (٣٧٤٤، ٧٢٥٥)،
وإسماعيل بن علية كما في صحيح مسلم (٥٣ - ٢٤١٩)، ومسند أحمد (٣/ ١٨٩)،
وبشر بن المفضل البصري كما في السنن الكبرى (٨١٩٩)،
ومحمد بن أبي عدي البصري، كما في السنن الكبرى (٨٢٠٠)، كلهم رووه عن خالد به.
وتابع عاصم خالدًا في إرساله.
رواه عبد الرزاق كما في المصنف (٢٠٣٨٧)،
وحماد بن زيد كما في الفصل للوصل المدرج (٢/ ٦٨٣)، كلاهما عن عاصم، عن أبي قلابة مرسلًا، والله أعلم.
قال ابن رجب في شرح البخاري (٦/ ١١٣): « … وقد روي عن أبي قلابة مرسلا من غير ذكر أنس، وهو أصح عند كثير من الحفاظ».

<<  <  ج: ص:  >  >>