للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أكثركم قرآنًا … الحديث (١).

الدليل الثاني:

(ح-٣١٦٩) ما رواه البخاري من طريق عبيد الله، عن نافع، عن عبد الله بن عمر قال: لما قدم المهاجرون الأولون العصبة، موضع بقباء، قبل مقدم رسول الله ، كان يؤمهم سالم، مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنًا (٢).

ورواه البخاري من طريق ابن جريج، أن نافعًا أخبره:

أن ابن عمر أخبره قال: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي في مسجد قباء، فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة، وزيد، وعامر بن ربيعة (٣).

وجه الاستدلال:

قد بين النبي في هذين الحديثين أن المراد (بالأقرأ) الأكثر حفظًا، والمعنى الشرعي مقدم على المعنى اللغوي.

والقراءة في الصلاة هي قراءة صدر، وليست قراءة من كتاب حتى يحتاج إلى مهارة القراءة، ولهذا النبي هو أقرأ الأمة، وهو أمي، وإذا لم يقصد بالقراءة مهارة القراءة، وإنما قصد بما يقرؤه حفظًا من صدره، لم يمتنع تفسير الأقرأ بالأحفظ، لوجود علاقة بين القراءة والحفظ، وقد تأكد ذلك بالأحاديث المفسرة بكثرة الأخذ للقرآن، والله أعلم.

قال ابن رجب: أكثر الأحاديث تدل على اعتبار كثرة القرآن (٤).

وأجيب:

لا بد من الجمع بين هذين الحديثين، وبين حديث: (يؤم القوم أقرؤهم) فدلالتهما مختلفة، وقد يقال في الجمع: أن التفاضل بين الصحابة ليس في جودة


(١) صحيح البخاري (٤٣٠٢).
(٢) صحيح البخاري (٦٩٢).
(٣) صحيح البخاري (٧١٥٧).
(٤) شرح البخاري (٦/ ١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>