ورواه إسحاق بن راهويه، عن معاذ بن هشام، واختلف على إسحاق: فرواه مسلم، عن إسحاق بن راهويه به بتثنية التكبير. ورواه النسائي في المجتبى (٦٣١١)، وفي الكبرى (١٦٠٧)، ومن طريقه الطبراني في الأوسط (١٦٦٠)، وفي الكبير (٧/ ١٧١) ح: ٦٧٢٩، وفي مسند الشاميين (٢١٦١)، عن إسحاق بن راهويه بتربيع التكبير، فصار إسحاق بن راهويه روي عنه التثنية والتربيع. كما رواه عبد الله بن سعيد (ثقة) كما في سنن البيهقي الكبرى (١/ ٣٩٢)، ومستخرج أبي نعيم على صحيح مسلم (٨٣٥). وعلي بن المديني (إمام)، كما في مستخرج أبي عوانة (٩٦٤). وعبيد الله بن عمر القواريري (ثقة) كما في مستخرج أبي نعيم على صحيح مسلم، ثلاثتهم رووه، عن معاذ بن هشام به، بالتكبير أربعًا. وعلي بن المديني مقدم على غيره، وهو ثبت فيما يرويه عن معاذ، فقد قال عباس العنبري عن علي بن المديني: سمعت معاذ بن هشام بمكة، وقيل له: ما عندك؟ قال: عندي عشرة آلاف، فأنكرنا عليه، وسخرنا منه، فلما جئنا إلى البصرة، أخرج إلينا من الكتب نحوًا مما قال يعني عن أبيه، فقال: هذا سمعته، وهذا لم أسمعه، فجعل يميزها. كما جاء التكبير أربعًا في بعض النسخ من صحيح مسلم، قال القاضي عياض في الإكمال (٢/ ٢٤٤): «وقع في بعض طرق الفارسي الأذان أربع مرات». وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٥/ ٦٠٢): «قد يقع في بعض روايات كتاب مسلم هذا الحديث مربعًا فيه التكبير، وهي التي ينبغي أن تُعدَّ فيه صحيحة». وقال ابن عدي عن معاذ بن هشام: وهو ربما يغلط في الشيء بعد الشيء، وأرجو أنه صدوق. فصار من رواه عن معاذ بن هشام بتربيع التكبير: علي بن المديني، وعبد الله بن سعيد، وعبيد الله ابن عمر القواريري. ورواه عن معاذ بتثنية التكبير، أبو غسان المسمعي (ثقة)، والعباس بن يزيد (صدوق يخطئ). ورواه إسحاق بن راهويه مرة بتثنية التكبير، ومرة بتربيع التكبير. وإذا اعتبرنا أن صحيح مسلم قد اختلفت النسخ بين التربيع والتكبير، فيصير الراجح عن معاذ بن هشام تربيع التكبير لا غير؛ لأنها رواية الأكثر والأحفظ، والله أعلم. هذا ما يخص رواية معاذ بن هشام، عن أبيه. الطريق الثاني: همام، عن عامر الأحول. ورواه عن همام جمع من الرواة، منهم: الأول: أبو داود الطيالسي كما في مسنده (١٣٥٤). الثاني: عفان، كما في مسند أحمد (٣/ ٤٠٩)، (٦/ ٤٠١)، ومصنف ابن أبي شيبة (٢١٣٢)، =