وسأحاول أخرج بعض ما وقفت عليه من الآثار. أما أثر أبي بكر ﵁: فرواه ابن أبي شيبة في المصنف (٧٩٢٠) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن ابن لأبي المليح عن أبيه قال: كنا مع أبي بكر، وقد خرج لصلاة المغرب، وأذن المؤذن، فتلقي بقصعة فيها ثريد ولحم فقال: اجلسوا فكلوا، فإنما صنع الطعام ليؤكل، فأكل ثم (دعا بماء) فغسل أطراف أصابعه ومضمض وصلى. وسنده ضعيف؛ لإبهام في راويه، وأبو المليح لم يدرك أبا بكر الصديق، فكيف له أن يقول: كنا مع أبي بكر إلا أن يكون هناك سقط في الإسناد. وأما أثر عمر ﵁: فرواه عبد الرزاق في المصنف (٢١٨٥) عبد الرزاق، عن معمر، عن جعفر بن برقان، قال: دعانا ميمون بن مهران على طعام، ونودي بالصلاة، فقمنا، وتركنا طعامه، فكأنه وجد في نفسه، فقال: أما والله! لقد كان نحو هذا على عهد عمر فبدأ بالطعام. اه وإسناده حسن. وروى عبد الرزاق في المصنف، ط التأصيل (٢٢٥٤)، عن الثوري، عن أبي عاصم العبسي، عن يسار بن نمير، خازن عمر بن الخطاب، قال: دعانا يسار على طعام، فأردنا أن نقوم حين حضرت الصلاة، فقال: إن عمر كان يأمرنا إذا حضرت الصلاة ووضع الطعام أن نبدأ بالطعام. وسنده صحيح. فظاهر الأثر أن هذا الحكم عام في كل طعام، مع كل صلاة. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف، ت الشثري (٨١٣٦)، والدولابي في الأسماء والكنى (١٢٢٧)، عن ابن إدريس، عن أبي عاصم علي بن عبيد الله، قال: دعانا يسار بن نمير إلى طعام عند المغرب، فقال: إن عمر بن الخطاب كان يقول: ابدؤوا بطعامكم، ثم افرغوا لصلاتكم. فقوله: (طعامكم وصلاتكم) نكرة مضافة تعم كل طعام، وتعم كل صلاة. وسنده صحيح، قال يحيى بن معين كما في تاريخه رواية الدوري (٣٠٢٣): «سمعت يحيى يقول: أبو عاصم العبسي هو علي بن عبيد الله العطار، يروي عنه سفيان الثوري وابن إدريس». اه قال فيه أحمد: شيخ ثقة، كما في العلل رواية عبد الله (٥٩٧٧). وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم الرازي: لا بأس به. وانظر: الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (٨٠٦١). وأما أثر ابن عمر فرواه البخاري (٦٧٣) من طريق عبيد الله، عن نافع، … كان ابن عمر: =