(٢) شرح الزركشي على الخرقي (١/ ٦٣٤)، الإنصاف (٢/ ١٩٧). (٣) شرح معاني الآثار (١/ ٣٦٠). وإسناده صحيح، وله طرق أخرى عن ابن عباس لا تخلو من مقال، وقد قدمت أقواها. فروى عبد الرزاق في المصنف، ط التأصيل (٦٠٤٥)، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، أن ابن عباس قال لرجل سجد في الأولى: ﴿إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت: ٣٧]: عجلت. وهذا إسناد ضعيف، فمعمر ضعيف في قتادة، وشهر بن حوشب مختلف فيه، والراجح ضعفه. وروى عبد الرزاق في المصنف، ط التأصيل (٦٠٤٤) عن الثوري، عن سعيد الزُّبَيْدِيِّ وفطر، عن مجاهد، أن ابن عباس كان يسجد في الآخرة من (حم) ﴿وهم لا يسئمون﴾ [فصلت: ٣٨] والزبيدي وثقه أبو داود، ويحيى بن معين وابن حبان، وقال في التقريب: مقبول اه وظني أنه أكبر من ذلك. وذكر له البخاري حديثًا، وقال: لا يتابع عليه. وقال ابن عدي: ليس بذاك المعروف، وكان من عادة ابن حجر التوسط فإذا وثق وتكلم فيه جعله في مرتبة الصدوق، أو صدوق يهم ونحو هذا. وقد تابع فطرُ بن خليفة وليثُ بن أبي سليم الزبيديَّ، وكلاهما فيه كلام، لكن مثل ذلك صالح في المتابعات، والله أعلم. رواه سعيد بن منصور في السنن، تكملة التفسير (١٨٩٧)، ومن طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٥٩)، أخبرنا هشيم، قال: أخبرنا فطر، عن مجاهد به. ورواه الطحاوي (١/ ٣٥٩) من طريق أبي نعيم، قال: حدثنا فطر به بنحوه. ورواه الدارقطني في الأفراد (٨٦) من طريق فضيل بن عياض، عن ليث بن أبي سليم وفطر، عن مجاهد به. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٤٢٧٦) حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه كان يسجد في آخر الآيتين من (حم) السجدة. ومن طريق ابن أبي شيبة في المصنف أخرجه الحاكم في المستدرك (٣٦٥٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤٦٢). وروى عبد الرزاق في المصنف (٥٨٧٦) عن الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس أنه كان يسجد في الآخرة، وهم لا يسأمون. وابن أبي ليلى ضعيف. فهذه الطرق الكثيرة عن ابن عباس تدل على ثبوت الأثر عنه، والله أعلم. وابن فضيل سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه، والله أعلم.