للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

واختاره الصقلي والوقار وابن حبيب من المالكية، وقول في مذهب الشافعية (١).

قال ابن عابدين: وفي ص عند ﴿وَحُسْنَ مَآبٍ﴾ [ص: ٢٥]، وهو أولى من قول الزيلعي عند ﴿وَأَنَابَ﴾ … » (٢).

• دليل من قال: يسجد عند قوله: وحسن مآب:

بأن داود سجدها توبة، وسجدناها شكرًا، لما أنعم الله على داود، وإنما أنعم عليه بنعمتين: الغفران، والوعد بالزلفى وحسن المآب، فكان المناسب السجود عند خاتمة النعمتين، وهو قوله تعالى: ﴿وَحُسْنَ مَآبٍ﴾.

• وجه قول من قال: السجود عند قوله: (وأناب):

أن قوله تعالى: ﴿فَغَفَرْنَا لَهُ﴾ كالجزاء على سجدة التوبة من داود ، لهذا ناسب أن يتقدم السجود على الجزاء، وليس العكس.

• الراجح:

واضح من الخلاف أنه ليس هناك توقيف، وأن التحديد مرده إلى الاجتهاد، والتماس المعنى.

والقول بأن السجود عند قوله: (وأناب) أقوى من جهة التعليل.

ولأن الوعد بالزلفى وحسن المآب ليس مرتبًا على التوبة، وإنما رتبت المغفرة على التوبة والسجدة، ولا يتقدم الجزاء على سببه، إلا أن تأخيره إلى الموضع الثاني أقرب إلى الاحتياط، فإنها إن كانت السجدة عند الآية الثانية لم يصح تعجيلها،


(١) بدائع الصنائع (١/ ١٩٣)، الجوهرة النيرة (١/ ٨١)، مراقي الفلاح (ص: ١٨٥)، حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (ص: ٤٨٢)، حاشية ابن عابدين (٢/ ١٠٣)، النوادر والزيادات (١/ ٥١٨)، لوامع الدرر (٢/ ٣٣٢)، المختصر الفقهي لابن عرفة (١/ ٤٢٩)، شرح الزرقاني على خليل (١/ ٤٧٧)، شرح الخرشي (١/ ٣٥١)، الفواكه الدواني (١/ ٢٥٠)، الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي (١/ ٣٠٨)، نهاية المحتاج (٢/ ٩٢)، تحفة المحتاج (٢/ ٢٠٥)، حاشية الجمل (١/ ٤٧١).
(٢) حاشية ابن عابدين (٢/ ١٠٣، ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>