للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهذا هو الأصح في مذهب الحنفية، ونص عليه الإمام أحمد، وذكره ابن المنذر في الإقناع، وقدمه القاضي حسين من الشافعية على غيره من الأذكار الواردة (١).

ولم يتعرض له المتقدمون من أصحاب الإمام مالك، وكذلك فَعَل خليل في مختصره والقيرواني في الرسالة، وتكلم بذلك بعض المتأخرين منهم.

قال ابن جزي: «ويسبح في السجدة أو يدعو، وورد في الحديث (اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود)» (٢).

فقدم التسبيح والدعاء؛ لثبوته في سجود الصلاة، ثم عطف عليه الذكر الوارد مما لم يثبت عن النبي ؛ لهذا ألحقت قول ابن جزي بهذا القول، والله أعلم.

وقال القاضي حسين من الشافعية: والمستحب أن يقول: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا، فظاهر قوله : لما نزل قوله: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى: ١] قال: اجعلوها في سجودكم، وهو في سورة ﴿الم (١) تَنْزِيلُ﴾ [السجدة: ١] أكثر استحبابًا لقوله تعالى: ﴿وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [السجدة: ٥] (٣).

وقال إسحاق: ليقل ما جاء عن النبي : (سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين) و (رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) (٤).


(١) جاء في المبسوط (٢/ ١٠)، بدائع الصنائع (١/ ١٩٢)، العناية شرح الهداية (٢/ ٢٦)، فتح القدير (٢/ ٢٦)، غمز عيون البصائر (٤/ ٨٨)، المغني لابن قدامة (١/ ٤٤٥).
قال ابن هانئ في مسائله (٤٨٩): «صليت إلى جنب أبي عبد الله فقرأ الإمام ﴿الم (١) تَنْزِيلُ﴾ (السجدة) فبلغ إلى السجدة فسجد وسمعته يقول: سبحان ربي الأعلى، كما يقول في سائر السجود».
وقال أبو داود في مسائله (٤٥٣): «سمعت أحمد سئل عما يقول في سجود القرآن؟ قال: أما أنا فأقول: سبحان ربي الأعلى». وانظر: الإقناع (١/ ١٥٦)، كشاف القناع (١/ ١٥٦).
قال ابن المنذر في الإقناع (١/ ١٣٧): «ويقول في سجود القرآن ما يقول في سجود الصلاة».
(٢) القوانين الفقهية (ص: ٦٢)، وانظر: الفواكه الدواني (١/ ٢٥١)، وشرح الرسالة لأبي الحجاج الأنفاسي (٢/ ٧٧٧).
(٣) التعليقة للقاضي حسين (٢/ ٨٦٣).
(٤) مسائل أحمد وإسحاق (٢/ ٥٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>