للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وجه الاستدلال:

ليس الاحتجاج بقول النبي (وما ذاك؟) قبل علمه بالسهو، فإن دلالته على جواز الكلام من الإمام إذا اعتقد تمام صلاته كدلالة حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين، وحديث عمران بن الحصين، وإنما الاحتجاج بكلام النبي في صلاته بعد أن علم وتيقن أنه قد سها في صلاته، وأنه قد بقي عليه سجدتا السهو، وذلك حين قال له أصحابه: صليت خمسًا، فقال: إنما أنا بشر مثلكم، أذكر كما تذكرون، وأنسى كما تنسون، ثم سجد سجدتي السهو، فدل على أن الكلام لا يقطع الموالاة مطلقًا.

• ونوقش:

[اختلف الرواة في حديث ابن مسعود في قوله : (إنما أنا بشر مثلكم … ) متى قال ذلك، أقاله قبل سجود السهو أم بعده؟ والمحفوظ أنه قال ذلك بعد سجود السهو، والله أعلم] (١).


(١) حديث ابن مسعود اختلف في قول النبي (إنما أنا بشر مثلكم … ) أقال ذلك قبل سجود السهو، أم بعده؟.
فرواه الأسود بن يزيد، عن عبد الله كما في صحيح مسلم (٩٣ - ٥٧٢)، وذكر أن النبي تكلم بعد أن علم النبي وتحقق من السهو وقبل أن يسجد، فيكون الكلام ولو متعمدًا لا يقطع الموالاة بين الصلاة وسجود السهو.
وتابع الأسود بن يزيد تابعه علقمة، من رواية الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن ابن مسعود، كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى.
ورواه إبراهيم بن سويد، عن علقمة، وذكر أن الكلام وقع بعد سجود السهو.
= كما رواه منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بما يوافق رواية إبراهيم بن سويد عن علقمة.
وإذا اختلفت الرواية كان تقديم الرواية الموافقة للقواعد على الرواية المخالفة لها هو المتعين، وإلا حكم باضطراب الحديث، وإليك بيان الاختلاف على علقمة:
رواه إبراهيم بن سويد كما في صحيح مسلم (٥٧٢)، عن علقمة، عن عبد الله، وجعل الكلام بعد الفراغ من سجدتي السهو، ولفظه: قال عبد الله: صلى بنا رسول الله خمسًا، فلما انفتل توشوش القوم بينهم، فقال ما شأنكم؟ قالوا: يا رسول الله هل زيد في الصلاة؟ قال: لا، قالوا: فإنك قد صليت خمسًا، فانفتل، ثم سجد سجدتين، ثم سلم، ثم قال: إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون. فذكر أنه تكلم بعد الفراغ من سجود السهو. =

<<  <  ج: ص:  >  >>