للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وإن شاء بعد؛ لأن السجود ليس يجبر به شيء على الصحيح من المذهب، وإنما هو ترغيم للشيطان» (١).

فهذه ستة أقوال لفقهائنا في المسألة.

• وجه القول بأنه يغلب ما قبل السلام:

إذا اجتمع الزيادة والنقص قبل السلام؛ فلا يخلو من أحوال:

إما ألا يسجد أصلًا، فذلك مخالف للسنة بالاتفاق.

وإما أن يسجد أربع سجدات، وذلك مخالف للأصول.

وإما أن يغلب أحدهما، فكان النقصان أولى بالتغليب؛ لأنه جبران، وسجود الزيادة شكر، وإرغام للشيطان، ولا يجوز أن يؤتى بسجود شكر على صلاة ناقصة، ولا أن يرغم الشيطان بترك الصلاة ناقصة (٢).

وعلل الحنابلة تغليب ما قبل السلام بقولهم: لأنه أسبق، وآكد، وقد وجد سببه ولم يوجد قبله ما يقوم مقامه، فإذا سجد له سقط الثاني.

ولأن ما قبل السلام جابر للنقص، وما بعد السلام ترغيم للشيطان، فكانت المبادرة بجبر الصَّلاة قبل إتمامها أولى.

• وجه من قال: السجود بعد السلام:

لعل هذا القول مبني على أن سجود السهو كله بعد السلام، وقد ذكرت أدلتهم في مسألة (محل السجود) وناقشتها، فارجع إليها إن شئت.

• وجه من قال بالتخيير:

هذا يعود إلى أن السجود قبل السلام وبعده من اختلاف التنوع والتيسير، فلو قدم السجود البعدي، أو أخر السجود القبلي لم يكن بذلك بأس، وقد ذكرت أدلتهم في فصل سابق عند الكلام على محل السجود، ورجحته، فانظر أدلته هناك يا رعاك الله.

• وجه من قال: يراعى الأسبق:

الأسبق قد شغل الذمة قبل ورود السهو الثاني، فيكون أحق في التقديم،


(١) التبصرة للخمي (٢/ ٥٢٥).
(٢) انظر: الجامع لمسائل المدونة (٢/ ٨٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>