للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وسلم أنس والحسن، ولم يشتهدا، وقال قتادة: لا يتشهد» (١).

فصارت الأقوال ثلاثة:

قيل: لا يتشهد مطلقًا.

وقيل: يتشهد مطلقًا.

وقيل: إن سجد قبل السلام لم يتشهد، وإن سجد بعده تشهد.

وننتقل بعد عرض أقوال فقهائنا عليهم رحمة الله إلى ذكر أدلتهم.

• دليل من قال: لا يتشهد مطلقًا.

الدليل الأول:

لا يصح في التشهد بعد سجود السهو حديث، والأصل عدم المشروعية.

قال ابن عبد البر كما في بداية المجتهد: «وأما التشهد فلا أحفظه من وجه ثابت» (٢).

وقال ابن تيمية: « … التشهد بعد السجدتين عمل طويل بقدر السجدتين أو أطول، ومثل هذا مما يحفظ ويضبط، وتتوفر الهمم والدواعي على نقله، فلو كان قد تشهد لذكر ذلك من ذكر أنه سجد، وكان الداعي إلى ذكر ذلك أقوى من الداعي إلى ذكر السلام، وذكر التكبير عند الخفض والرفع؛ فإن هذه أقوال خفيفة، والتشهد عمل طويل، فكيف ينقلون هذا ولا ينقلون هذا. وهذا التشهد عند من يقول به


(١) صحيح البخاري (٢/ ٦٨).
قال الحافظ في الفتح (٣/ ٩٨): «قوله: (وسلم أنس والحسن، ولم يتشهدا) وصله ابن أبي شيبة وغيره من طريق قتادة عنهما. قوله: (وقال قتادة: لا يتشهد): كذا في الأصول التي وقفت عليها من البخاري، وفيه نظر، فقد رواه عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة، قال: يتشهد في سجدتي السهو، ويسلم، فلعل (لا) في الترجمة زائدة، ويكون قتادة اختلف عليه في ذلك».
وقد تعقب العيني الحافظ ابن حجر في انتقاض الاعتراض (١/ ٤٦٤)، فقال: يجوز أن يكون عن قتادة روايتان. وانظر: عمدة القارئ (٧/ ٣١٠).
ولا يخفى على الحافظ والعيني أن رواية معمر، عن قتادة فيها كلام؛ لأنه سمع منه في الصغر.
قال ابن رجب في شرحه للبخاري (١/ ٢٩٩): «رواية معمر عن قتادة ليست بالقوية … قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا صغير، فلم أحفظ عنه الأسانيد، وقال الدارقطني في العلل: معمر سيئ الحفظ لحديث قتادة». اه
(٢) بداية المجتهد (١/ ٢٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>