للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يقول ابن أمير حاج في شرح التحرير نقلًا من حاشية ابن عابدين: «ذهب الفقهاء والأصوليون وأهل اللغة إلى عدم الفرق … » (١).

وقال في شرح الكوكب المنير: «ومنه أي من الجهل البسيط: سهو وغفلة ونسيان، والجميع بمعنى واحد عند كثير من العلماء» (٢).

• والدليل على أنه لا فرق بينها من حيث المعنى:

(ح-٢٤٧٤) ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود أن النبي قال: إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب، فليتم عليه، ثم ليسجد سجدتين (٣).

فأطلق النبي النسيان على السهو.

ولأن التفريق لا يقوم على حقيقة شرعية متلقاة من الشارع، ولا على حقيقة لغوية، فالقواميس اللغوية لا تفرق بينها، حيث يجمع بينها عدم استحضار الشيء وقت الحاجة إليه.

ويرى بعضهم أنها ألفاظ متقاربة، وتستخدم بمعنى واحد تسامحًا.

يقول ابن أمير حاج في شرح التحرير: « … فرق الحكماء بأن السهو زوال الصورة عن المدركة مع بقائها في الحافظة. والنسيان: زوالها عنهما معًا … » (٤).

يقول الآمدي نقلًا من حاشية الخلوتي على منتهى الإرادات: «والذهول والغفلة والنسيان كل منها مضاد للعلم، وهي إما ألفاظ مترادفة أو قريبة من المترادف» (٥).

فالسهو والغفلة أشد تقاربًا وإن كانت الغفلة أعم من السهو، ويتبين ذلك من


(١) حاشية ابن عابدين (١/ ٦١٤)، وانظر: غمز عيون البصائر (٣/ ٢٨٩).
(٢) شرح الكوكب المنير لابن النجار (١/ ٧٧).
(٣) رواه البخاري (٤٠١)، ومسلم (٨٩ - ٥٧٢) من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود .
(٤) حاشية ابن عابدين (١/ ٦١٤)، وانظر: غمز عيون البصائر (٣/ ٢٨٩).
(٥) حاشية الخلوتي على منتهى الإرادات (١/ ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>