وأما رواية ابن جريج وعمرو بن دينار، فروياه عن محمد بن علي، أن عمارًا … مرسلًا. فكانت الرواية المرسلة تعل الرواية الموصولة على الصحيح. وإليك تفصيل ما أجمل: الحديث رواه أبو الزبير، عن محمد بن الحنفية، واختلف عليه: فقيل: عنه، عن محمد بن الحنفية، عن عمار بن ياسر. رواه عفان كما في مسند أحمد (٤/ ٢٦٣)، ومسند ابن أبي شيبة (٤٤٨)، وفي المصنف له (٤٨٢٣)، وفي معجم الصحابة لابن قانع (٢/ ٢٤٩)، عن حماد، عن محمد بن علي ابن الحنفية، عن عمار بن ياسر. وهو في أحاديث عفان بن مسلم (٣١٢). ورواه كامل بن طلحة كما في جزء ما رواه أبو الزبير عن غير جابر لأبي الشيخ (٧٩)، عن حماد بن سلمة به، فقال: (عن محمد بن علي) ولم يذكر في نسبه (ابن الحنفية). ورواه إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد: رواه أبو يعلى (١٦٣٤)، وعنه أبو الشيخ في جزء ما رواه أبو الزبير عن غير جابر (٧٨)، عن حماد بن سلمة به، فقال (عن محمد بن علي). ورواه أبو الشيخ في الجزء نفسه (٩٥)، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا إبراهيم بن الحجاج به، فقال: عن محمد بن الحنفية. ورواه أبو زكريا يحيى بن إسحاق، عن حماد بن سلمة مقرونًا بابن لهيعة، كما في تاريخ بغداد (تحقيق بشار) (٤/ ١٦١)، عن أبي الزبير، أن محمد بن علي أخبره، أن عمار قال: … وذكر الحديث. فصار حديث حماد رواه عنه اثنان: عفان وإبراهيم بن الحجاج، عن حماد، عن محمد بن الحنفية، عن عمار، وعفان من أثبت أصحاب حماد بن سلمة. ورواه عنه اثنان: كامل بن طلحة، ويحيى بن إسحاق، كلاهما عن حماد به، فاقتصرا من نسب محمد بن الحنفية على القول: (عن محمد بن علي)، وهو محمد بن علي بن أبي طالب، وينسب لأمه فيقال: عن محمد بن الحنفية. وخالف هؤلاء موسى بن داود الضبي، فقال: عن حماد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن الحنفية، عن عمار. أخرجه البزار في مسنده (١٤١٥)، قال: حدثنا صفوان بن المغلس، قال: أخبرنا موسى بن داود به، بلفظ: أتيت النبي ﷺ، وهو يصلي، فسلمت عليه، فرد علي، يعني: إشارة. فقوله: (يعني: إشارة) هذا التفسير لا يُدرى من قاله، فهذا إسناد ضعيف، ابن المغلس فيه جهالة، لم يوقف له على ترجمة، وذكر عبد الله بن محمد بن عقيل إن كان من صفوان فهو منكر، وإن كان من موسى بن داود الضبي فهو شاذ، مخالف لأصحاب حماد، ممن سبق ذكرهم، ولو خالف أحدهما عفان وحده في حماد لما قبل منه، فكيف، وهو خالف جمع من الثقات.=