(٢) انفرد به أبو داود من بين سائر الكتب التسعة، وقد رواه من طريق أبي داود البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٥٥)، والبغوي في شرح السنة (٨٣٠)، والخطيب في تاريخ بغداد (١/ ١٦٢). وفيه علتان: الأولى: جهالة الراوي عن عمار ﵁، لا يدرى من هو. الثانية: أبو خالد، لم يرو عنه إلا ابن جريج، وله حديثان، هذا أحدهما عن عدي بن ثابت. والآخر رواه أحمد في فضائل الصحابة من طريق ابن جريج، حدثني أبو خالد، عن عبد الله ابن أبي سعيد المدني، قال: حدثتني حفصة بنت عمر بن الخطاب، في فضل عثمان ﵁. ولم ينسب أبو خالد، فقال ابن حجر كما في التهذيب (١٢/ ٨٤): «أبو خالد، عن عدي بن ثابت، وعنه ابن جريج، يحتمل أن يكون هو الدالاني، أو الواسطي». وهذه علة لأنه إن كان الواسطي فمتروك، وقد اتهم بالكذب، وإن كان الدالاني: فسيئ الحفظ. والراجح أنه ليس واحدًا منهما، فلا يعرف لابن جريج رواية عن أحدهما. قال الذهبي في تنقيح التحقيق (١/ ٢٦٢): أخرجه أبو داود، وفيه مجهولان. ونقل عنه الحافظ ابن حجر في التهذيب (١٢/ ٨٤) أنه قال: لا يعرف. وفي الميزان (٤/ ٥١٩): أبو خالد، عن عدي بن ثابت، تفرد به ابن جريج. اه والله أعلم. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري إلا أنه ضعيف جدًّا، رواه البيهقي (٣/ ١٥٤) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (١/ ١٩٢) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث، عن زيد بن جبيرة، عن أبي طوالة، عن أبي سعيد الخدري ﵁، أن حذيفة بن اليمان أمهم بالمدائن على دكان، فجبذه سلمان ثم قال له: ما أدرى أطال بك العهد أم نسيت؟ أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا يصلى الإمام على نَشَزٍ مما عليه أصحابه؟ قال البيهقي: كذا قال: سلمان. بدل: أبى مسعود. وفي إسناده علتان: الأولى: في إسناده زيد بن جبيرة، وهو رجل متروك، ولم يرو عن أبي طواله إلا هذا الحديث. العلة الثانية: الانقطاع بين أبي طواله (عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر المدني)، وبين أبي سعيد الخدري، فالبخاري في التاريخ الكبير، وأبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل، والذهبي لم يذكروا سماعه من أحد من الصحابة إلا من أنس بن مالك ﵁، وفي سننز ابن ماجه، وابن حبان، ومسند أحمد يروي عن أبي سعيد الخدري بواسطة نهار الضبي.