كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

«نقل في الدراية إجماع العلماء على كراهته فيها، ثم يظهر أيضًا أنها تحريمية للنهي المذكور … » (١).

وقيل: يكره تنزيهًا، وهو مذهب الجمهور (٢).

قال مالك ﵁: « … إنما يكره هذا في الصلاة» (٣).

ورخص فيه ابن عمر ﵁ وابنه سالم (٤).

(ث-٥٣٢) روى ابن أبي شيبة في المصنف، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن خليفة بن غالب، عن نافع، قال:

رأيت ابن عمر يشبك بين أصابعه في الصلاة (٥).

[حسن غريب من رواية نافع تفرد به عنه خليفة بن غالب] (٦).

(١) البحر الرائق (٢/ ٢٢)، هكذا قال ابن نجيم وابن عابدين بأن ظاهر الكراهة التحريم، وكان ينبغي أن تكون الكراهة تنزيهية حسب قواعد مذهب الحنفية حيث إن النهي الوارد في التشبيك لا يصح، وعلل الكراهة الكاساني في بدائع الصنائع (١/ ٢١٥) لما فيه من ترك سنة الوضع، فهذا كاف في صرف الكراهة إلى التنزيه، كما قال الحنفية مثل ذلك في حكم تغميض العينين حيث عللوا الحكم بأن الصارف لها عن التحريم أن النهي الوراد عن تغميض العينين ضعيف، ولأن تعليل الكراهة على ما جاء في البدائع: بأن السنة أن يرمي ببصره إلى موضع سجوده، وفي التغميض تركها، وهذا التعليل لا يقتضي الكراهة التحريمية، قال ابن عابدين في الحاشية: وهي الصارف له عن التحريم، فكان القياس أن يقال مثل ذلك في كراهة تشبيك الأصابع، والله أعلم.
(٢) شرح البخاري لابن بطال (٢/ ١٢٥)، البيان والتحصيل (١/ ٣٦٣)، التاج والإكليل (٢/ ٢٦١)، الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي (١/ ٢٥٤)، تحبير المختصر (١/ ٣١٥)، المجموع شرح المهذب (٤/ ١٠٥)، تحفة المحتاج (٢/ ١٦٣)، الحاوي الكبير (٢/ ٤٥٣)، روضة الطالبين (٢/ ٤٧)، مغني المحتاج (١/ ٤٢٤)، نهاية المحتاج (٢/ ٦٢)، الفروع (٢/ ٢٧٤)، المبدع (١/ ٤٢٧)، المغني (١/ ٣٢٨)، شرح منتهى الإردات (١/ ٢٠٩)، الإقناع (١/ ١٢٨)، الكافي (١/ ٢٨٥)، المحرر (١/ ٧٧)، الهداية لأبي الخطاب (ص: ٩٠)، مطالب أولي النهى (١/ ٤٧٦).
(٣) البيان والتحصيل (١/ ٣٦٣)، مواهب الجليل (١/ ٥٥٠)، لوامع الدرر (٢/ ١٣٧).
(٤) شرح البخاري لابن بطال (٢/ ١٢٥).
(٥) مصنف ابن أبي شيبة (٤٨٢٩).
(٦) خليفة بن نافع ذكره علي بن المديني في الطبقة السابعة من أصحاب نافع، وذكره البخاري في
التاريخ الكبير (٣/ ١٩١): وقال: سمع نافعًا، ولم يذكر فيه شيئًا.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال ابن معين: صالح.
ووثقه أبو داود، وقال أحمد: حدثنا عفان، قال: حدثني خليفة بن غالب: ثقة، قال أحمد: كذا قال عفان. وفي التقريب: صدوق.