ورواه وكيع عن سفيان، في كراهة الجلوس مع القصاص: وقال: قرن قد طلع العمالقة، فالذي يظهر أن القاص كان من العمالقة، والقصاص غالبًا كانوا قومًا يعظون الناس وليسوا من أهل العلم، فيدخل في حديثهم القصص التي لا تصح، ويحتجون بأحاديث لا صحة لها، فكان الناس يتجنبون القصاص في الصدر الأول حين كان تعلق الناس بالحديث والفقه، وليس بالقصص التي لا يعلم صحتها، فإذا كان القاص من العمالقة كان التنفير منهم أشد. ورواه ابن وضاح في البدع (٤٣)، عن محمد بن سعيد بن أبي مريم (ثقة)، قال: أخبرنا أسد بن موسى قال: أخبرنا قيس بن الربيع، عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن عبد الله بن أبي الهذيل العنزي قال: كنا جلوسا مع عبد الله بن خباب بن الأرت وهو يقول: سبحوا كذا وكذا، واحمدوا كذا وكذا، وكبروا كذا وكذا. قال: فمر خباب فنظر إليه، ثم أرسل إليه، فدعاه، فأخذ السوط فجعل يضرب رأسه به، وهو يقول: يا أبتاه، فيم تضربني؟ فقال: مع العمالقة، هذا قرن الشيطان قد طلع، أو قد بزغ. وقيس بن الربيع صدوق، تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، فحدث به، إلا أنه قد انفرد بذكر التحلق للتسبيح والتحميد: التسبيح والتحميد خلافًا لرواية الثوري. (١) القصص والمذكرين (ص: ٣٤٦).