رواه عبد السلام بن حرب واختلف عليه فيه: فأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ١٤٢)، والدارقطني في السنن (١/ ١٤٢)، والحازمي في الاعتبار (ص: ٦٧) من طريق معلى بن منصور، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ١٨٣)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٢٩٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٥٨٧)، وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (١٧٥) من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، كلاهما عن عبد السلام بن حرب، عن أبي العميس، عن عبد الله ابن محمد بن زيد، عن أبيه، عن جده. وخالفهما سهل بن الديلمي، فرواه ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (١٧٣) عنه، قال: حدثنا عبد السلام بن مطهر، قال: حدثنا أبو سهل (محمد بن عمرو) عن عبد الله بن محمد بن زيد، عن عمه، موافقًا ما سبق، وسهل بن الديلمي لم يرو له أحد من الكتب الستة، ولم أقف على أحد أنه وثقه، فهو مجهول. واختلف في لفظه على أبي العميس: عتبة بن عبد الله المسعودي: فرواه عبد السلام بن حرب كما سبق، واقتصر على أن بلالًا أذن، وعبد الله بن زيد أقام، ولم يذكر صفة الأذان والإقامة. ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي، في الخلافيات للبيهقي كما في المختصر (١/ ٥٠٥). وعبد الرحمن بن قيس (فيه جهالة) كما في معرفة الصحابة لأبي نعيم (٤١٥٧) كلاهما عن أبي العميس، عن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن جده به بذكر صفة الأذان والإقامة مثنى مثنى. قلت: عبد السلام أرجح. قال الحاكم كما في مختصر الخلافيات للبيهقي (١/ ٥٠٥): «عبد السلام بن حرب أعلم الكوفيين بحديث أبي العميس، وأكثرهم عنه رواية، وقد روى عنه هذا الحديث، ولم يذكر فيه تثنية الإقامة». الوجه الخامس: عن محمد بن عمرو الواقفي، قال: حدثني محمد بن سيرين، عن محمد بن عبد الله بن زيد، قال: أراد النبي ﷺ -في الأذان شيئًا، فجاء عمي … وذكر الحديث. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ١٨٣) من طريق معن، قال: حدثني محمد بن عمرو به. فهذه الاختلافات الخمسة تكشف لك أن الحديث قد اضطرب فيه محمد بن عمرو الواقفي، فمرة يرويه عن عبد الله بن محمد، عن عمه، ومرة عن جده، ومرة يسنده، ومرة يرويه عن ابن سيرين، عن محمد بن عبد الله بن زيد مرسلًا، فإذا اجتمع مع هذا ضعف إسناده لم تكن به حجة، والله أعلم.