للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ذلك، فكيف ينقل الدعاء نفسه، ولا ينقل رفع الأيدي وهو أخص صفاته، بل كيف ينقل الصحابة إشارة الأصبع إذا دعا في التشهد، ثم يتجاهلون رفع الكفين إذا دعا بعد الصلاة، فمثل ذلك يغلب على ظن الباحث أن الأيدي لم تكن ترفع فيه، والله أعلم، ولو رفع الإنسان أحيانًا مع الاعتقاد بعدم سنيته، فأرجو ألا يكون بذلك بأس، لكن لا يتخذه دائمًا، وكأنه سنة.

(ح-٢٠٧٨) فقد روى الشيخان من طريق مالك، عن أبي حازم،

عن سهل بن سعد في قصة ذهاب الرسول إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، وصلاة أبي بكر بالناس حين تأخر، فجاء رسول الله ، والناس في الصلاة، فلما أكثر الناس التصفيق، التفت أبو بكر فرأى رسول الله ، فأشار إليه رسول الله أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه، فحمد الله ﷿ … الحديث.

وهذا الرفع ليس بسنة، وإنما يدخل في الرفع المباح، لفعل أبي بكر ، وإقرار الرسول له على ذلك، فكذلك لو رفع الإنسان يديه أحيانًا كما لو وجد من نفسه نشاطًا في الدعاء، ولم يعتقد أن هذا الفعل سنة، ولم يداوم على ذلك فأرجو ألا يكون بذلك بأس، وأما أن يفعل ذلك دائمًا حتى يكون سنة من سنن الصلاة، فهذا أقل أحواله الكراهة، والله أعلم.

القسم السادس: الدعاء المطلق الذي لم يرتبط بسبب، ولا وقت، فيستحب فيه رفع الأيدي بالدعاء، وكذلك يستحب الإشارة بالأصبع كما يفعله الإمام في دعاء الجمعة، وهو يخطب، أو يفعله المصلي في دعاء التشهد، والله أعلم.

فقد نقل الحافظ ابن رجب في شرحه للبخاري،

عن أبي هريرة، أنه قال: إذا دعا أحدكم -فهكذا- ورفع إصبعه المشيرة-وهكذا-ورفع يديه جمعيًا، قال الحافظ ابن رجب: خرجه الوليد بن مسلم في كتاب الدعاء.

وذكر ابن رجب طائفة من الآثار عن ابن عباس وعائشة وغيرهما (١).

ولم يذكر أسانيدها للنظر فيها، لكن يغني عنها.


(١) فتح الباري لابن رجب (٩/ ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>