للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
وقال الدارقطني في العلل (١٠/ ١٩٥): «وقال إبراهيم بن حميد الرؤاسي: عن الأعمش، عن رجل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال الأعمش: وقد سمعته من أبي صالح».
انفرد بهذا إبراهيم بن حميد الرؤاسي، ولم يلتفت الدارقطني إلى روايته هذه، وأعلها بالاضطراب، كما لم يلتفت الإمام أحمد إلى رواية هشيم، وتصريحه بالتحديث.
وقيل: الأعمش، حدثت عن أبي صالح، ولا أراني إلا قد سمعته، عن أبي هريرة.
رواه أحمد (٢/ ٣٨٢) وأبو داود (٥١٨)، وابن خزيمة (١٥٢٩)، والبيهقي (١/ ٤٣٠ - ٤٣١) عن عبد الله بن نمير، عن الأعمش، قال: حدثت عن أبي صالح، ولا أراني إلا قد سمعته، من أبي هريرة.
ورواه الترمذي في العلل الكبير (٩١)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢١٩٣) من طريق شجاع بن الوليد، عن الأعمش، قال: حدثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وليس فيه قوله: ولا أراني إلا قد سمعته من أبي هريرة.
ففي رواية ابن فضيل التصريح بالانقطاع بزيادة رجل مجهول، وفي رواية ابن نمير الشك في الاتصال بظن السماع.
والمدلس إذا صرح بالسماع، ثم كشف جمع الطرق عن واسطة، فهذه علة ظاهرة.
قال ابن خزيمة: «رواه ابن نمير، عن الأعمش، وأفسد الخبر، أخبرنا الأشج، أخبرنا ابن نمير، عن الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح، ولا أراني إلا قد سمعته قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله ».
فاعتبر الظن في سماعه من أبي صالح مفسدًا للرواية، وكذا صرح الدارقطني في العلل، وليس كما يصنع بعض أهل العلم والفضل في عصرنا فيجعل الظن منه دليلًا على أنه قد سمعه منه، والله أعلم.
وقال البيهقي في السنن الكبرى (١/ ٦٣٢): «وهذا الحديث لم يسمعه الأعمش باليقين من أبي صالح، وإنما سمعه من رجل، عن أبي صالح».
وروى ابن معين عن الثوري كما في تاريخ ابن معين رواية الدوري (٢٤٣٠)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (١/ ٨٢)، قال: حديث الأعمش، عن أبي صالح (الإمام ضامن) لا أراه سمعه من أبي صالح.
وكذا رواه يحيى بن سعيد القطان عن الثوري كما في اللطائف من دقائق المعارف لأبي موسى المديني (٩٤٤). وانظر سنن البيهقي (٣/ ١٢٦).
وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٣٥): «ومعنعن الأعمش عرضة لتبين الانقطاع، فإنه مدلس، وأبين ما يكون الانقطاع بزيادة واحد في حديث من عرف بالتدليس، فإنه إذا كان ثقة يختلف في قبول معنعنه ما لم يقل: حدثنا، أو أخبرنا، أو سمعت، فإنه إذا قال ذلك قبل إجماعًا؛ لثقته، وإذا لم يقل ذلك قبله قوم ما لم يتبين في حديث بعينه أنه لم يسمعه، =

<<  <  ج: ص:  >  >>