للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• دليل من قال: إن استقبال القبلة شرط:

قال الرافعي: «شرائط الشعار تتلقى من استمرار الخلق واتفاقهم وهذا مما استمروا عليه» (١).

وقال إمام الحرمين «وهذا ما بنى عليه الشافعي في إيجاب القيام في الخطبتين والقعود بينهما في يوم الجمعة» (٢).

وسوف أناقشه إن شاء الله تعالى عليه عند الكلام على اشتراط القيام للأذان.

• الراجح:

إن صح الإجماع المنقول فلا إشكال، وإن لم يصح الإجماع فإن استقبال القبلة في الفقه يختلف من عبادة إلى أخرى:

فقد يكون استقبال القبلة شرطًا في العبادة كاستقبال القبلة في الصلاة.

وقد يكون الاستقبال غير مشروع كما في حال خطبة الجمعة.

وقد يكون الاستقبال مسنونًا كاستقبال القبلة حال الدعاء فوق الصفا والمروة، وبعد رمي الجمرة الأولى والوسطى.

وقد يكون الاستقبال منهيًّا عنه، كاستقبال القبلة حال قضاء الحاجة.

فما جاءت السنة صريحة صحيحة بحكمه فهو متبع.

وإنما السؤال في العبادات التي لم يرد فيها نص، أو جاء نص ولكنه ضعيف:

هل نقول: إن الأصل في العبادات استقبال القبلة؟

أو نقول: إن الأصل عدم المشروعية؟ وهذا هو ما أميل إليه. وإن كانت مسألة استقبال القبلة حال الأذان والإقامة هو عمل الناس، ويكفي ذلك في اعتبار الاستقبال أولى من غيره، أما أن يضاف ذلك إلى السنة، ففيه نظر عندي؛ لأن إثبات سنة إنما يتوقف على نص شرعي، ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [مريم: ٦٤]، فلو


(١) فتح العزيز بشرح الوجيز (٣/ ١٧٣).
(٢) نهاية المطلب (٢/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>