للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكل ريح بين ريحين من هذه تسمى نكباء؛ لتنكبها عن كل واحد منهما، فالرياح حينئذٍ ثمانية: أربع أصول، وأربع نواكب، فإذا علمت ريحًا من هذه الرياح تعينت لك الجهات الأربع (١).

وقيل: النكباء: بين الصبا والجنوب.

والخروق: بين الشمال والدبور (٢).

ولكل ريح صفاتها وخصائصها التي يعرفها أهلها.

قال بعض الحنابلة: «الاستدلال بالرياح عسر إلا في الصَّحَارَى، وأما بين الجبال والبنيان فإنها تدور، فتختلف، وتبطل دلالتها، ولهذا قال أبو المعالي من الحنابلة: الاستدلال بها ضعيف» (٣).

ومثل الاستدلال بالقبلة في الجبال، الاستدلال بها عن طريق معرفة مجرى الأودية، ونحوها، والله أعلم.

فعلامات القبلة كما تكون سماوية كالنجوم، والشمس، والقمر، وهي أظهر العلامات، تكون أيضًا علامات أرضية كالجبال، والأنهار، وهي من أضعف العلامات؛ لأنها تختلف باختلاف البلاد، فرب طريق إلى جبل مرتفع يعلم أنه على يمين المستقبل، أو شماله، أو وراءه أو قدامه، فيعلم ذلك، ويفهمه، ويهتدي به إلى القبلة، وقد يعلم من مجرى النهر الاتجاه إلى القبلة، فنهر النيل يأتي من جنوب القارة إلى شمالها، وإذا عرف الشمال والجنوب اهتدى إلى القبلة، والله أعلم.

يقول صاحب الإنصاف: مما يستدل به إلى القبلة الأنهار الكبار غير المحدودة، فكلها بخلقة الأصل تجري من مهب الشمال من يمنة المصلي إلى يسرته على انحراف قليل إلا نهرًا بخرسان، ونهرًا بالشام عكس ذلك … (٤).

* * *


(١) الحجة للقراء السبعة (٢/ ٢٥٠)، الذخيرة (٢/ ١٢٧)، الفروع (٢/ ١٢٦)، الإنصاف (٢/ ١٢).
(٢) الهيئة السَّنِية في الهيئة السُّنِّية للسيوطي (ص: ٨٠).
(٣) كشاف القناع (١/ ٣٠٩).
(٤) الإنصاف (٢/ ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>