للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الجواب الخامس:

يحتمل تعدد الواقعة، وهذا ليس بممتنع، فالرسول -دخل مكة أكثر من مرة، وهذا الاحتمال راجح في نقل الفضل بن عباس، فإن الفضل دخل معه في واقعة، وفي واقعة أخرى دخل أسامة وبلال وعثمان بن طلحة، وقد أبنت عن ذلك فيما سبق بشذوذ رواية هشيم والتي ذكرتْ أن الفضل كان مع أسامة وبلال وعثمان، والله أعلم.

الجواب السادس:

أن الحديث ليس نصًّا في اشتراط استقبال جزء من البناء لصحة الصلاة في الكعبة أوفوقها، فيحتمل هذا، ويحتمل أن صحة الصلاة في الكعبة لاستقباله جزءًا من فضاء الكعبة، ولذلك لو انهدمت الكعبة لا قدر الله صح استقبال من في المشرق والمغرب لتلك البقعة، ولو كانت خالية من البناء، كما دللت على ذلك في أدلة القول الأول، فالبناء إنما هو علامة على البقعة المقدسة، لا شرطٌ في الاستقبال، والشرف إنما هو للبقعة، ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ﴾. والبناء لا قيمة له إلا بكونه قائمًا على هذه البقعة المباركة، والله أعلم.


= الاعتماد عليها وقد خالف فيها أصحاب نافع الكبار: أيوب وعبيد الله بن عمر ويونس بن يزيد بن أبي النجاد وغيرهم، وقد زاد فيها ابن أبي رواد على ما يخالف اتفقوا على نقله عن نافع.
والقول أن ابن عمر أخذه اعتبارًا بالأقل هذا يمكن تقبله لو أسنده إلى فهمه، ولم يسنده ابن عمر صريحًا إلى بلال، ولا يمكن لابن عمر أن يسند فهمه، وهو يصرح أنه نسي أن يسأل بلالًا كم صلى، ثم ينسب اجتهاده في افتراض الركعتين إلى خبر بلال، هذا لا يمكن تصور حدوثه من ابن عمر ، وحين سأل معاوية ابن عمر أين صلى النبي ، قدم لذلك بأنه لم يكن شاهدًا، وإنما أخبره بلال تحريًا للدقة، وخروجًا من العهدة، وأداء للأمانة بما يليق بأمانة الصحابة، وفقه ابن عمر .
ولا يمكن القول بأن ابن عمر ربما سأل بلالًا بعد ذلك، فأفاده؛ لأن الرواية تقول: إنه سأل بلالًا، وهم يخرجون من الكعبة، فأخبره بأنهم صلوا ركعتين.
ويبقى عندي الترجيح بين رواية نافع، وبين رواية عمرو بن دينار ومجاهد وعطاء، وأحدهما خطأ، ولا بد. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>