ورواه القاسم بن سلام في كتابه الناسخ والمنسوخ (٢١)، وعنه ابن أبي خيثمة في التاريخ (١٤٢١)، حدثنا حجاج بن محمد به، وسماه عطاء الخراساني. ورواه الحاكم في المستدرك (٣٠٦٠)، ومن طريقه البيهقي في السنن (٢/ ١٩)، والحازمي في الاعتبار في الناسخ والمنسوخ (ص: ٦٣) من طريق محمد بن الفرج الأزرق، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج وحده، عن عطاء به. قال الحاكم في المستدرك (٢/ ٢٩٤): هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة. اه ظن أبو عبد الله الحاكم: أن عطاء في الإسناد هو عطاء بن أبي رباح، والصواب أنه الخراساني كما جاء مصرحًا به في إسناد القاسم بن سلام. وهذا الطريق له أكثر من علة: الأولى: الانقطاع، فعطاء الخراساني، قال أبو داود: لم ير ابن عباس ولم يدركه. وقال الطبراني: لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من أنس ﵁. العلة الثانية: حال عطاء فقد وثقه الترمذي وابن سعد، وضعفه جماعة، وذكره البخاري في الضعفاء، وأثنى على دينه ابن حبان في المجروحين، وقال: كان كثير الوهم سيئ الحفظ يخطئ ولا يدري، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به. العلة الثالثة: ابن جريج لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني، ذكر ذلك ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب (٧/ ٢١٤). الرابعة: عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، أبو مسعود المقدسي، أصله من بلخ، ضعيف، إلا أن هذه العلة غير مؤثرة لمتابعة ابن جريج. هذه رواية ابن جريج عن عطاء الخراساني، وقد خالف يونس بن راشد ابن جريج. فرواه الطبراني كما في مسند الشاميين (٢٤١٢) حدثنا محمد بن عمرو بن خالد، حدثنا أبي، حدثنا يونس بن راشد، عن عطاء الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة … وذكر نحوه. ورواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (١/ ٢٤٩) من طريق جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، أخبرنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد بن فروخ التميمي به. فعطاء الخراساني موصوم بالتدليس، فقد يكون طريق يونس بن راشد يكشف الواسطة بين عطاء وابن عباس، ويكون عطاء قد دلس في إسناده في رواية ابن جريج، والله أعلم، وعلى كل حال يبقى علة الطريقين عطاء الخراساني. وتوبع عطاء الخراساني، تابعه علي بن طلحة عن ابن عباس إلا أنه جعل ترك الكعبة بفرض الله له سبحانه، وليس باختيار رسول الله ﷺ. وعلي بن طلحة لم يسمع التفسير من ابن عباس، وسوف يأتي تخريج هذا الطريق إن شاء الله تعالى في آخر هذه المسألة، في موضع منها، والله أعلم.