للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال العمراني في البيان: «إن صلوا جماعة وقف الإمام وسطهم، وكانوا صَفًّا واحدًا؛ لأن ذلك أغض لأبصارهم، فإن لم يمكن إلا صفين صلوا صفين، وغضوا أبصارهم» (١).

• ويستدل لهذا القول:

(ح-٨٣٩) بما رواه البخاري في صحيحه من طريق يحيى، عن سفيان، قال: حدثني أبو حازم،

عن سهل بن سعد، قال: كان رجال يصلون مع النبي -عاقدي أزرهم على أعناقهم، كهيئة الصبيان، ويقال للنساء: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوسًا. ورواه مسلم (٢).

وجه الاستدلال:

أن النبي -أذن للنساء أن يصلين خلف الرجال، وأمر بتأخير المتابعة من أجل غض البصر عن عورات الرجال، وصف النساء بمنزلة الصف الثاني من الرجال.

• ويناقش:

بأن ما كان يظهر من الرجال ربما يكون أسفل الفخذ من جهة الركبة، فهو ليس عورة في أصح قولي العلماء، وإن اعتبر عورة فهو من العورة المخففة، ولهذا لم يأمر النبي -الرجال بتأخير المتابعة وأمر بهذا النساء؛ لأن نظر النساء إلى الرجال، ونظر الرجال إلى النساء أضيق من نظر الجنس الواحد بعضه إلى بعض، والله أعلم.

وقيل: يصلون جماعتين فأكثر، وهذا هو أحد الوجهين في مذهب الحنابلة، وهو المذهب عندهم (٣).


(١) البيان للعمراني (٢/ ١٣١).
(٢) صحيح البخاري (٣٦٢)، صحيح مسلم (٤٤١).
(٣) المبدع (١/ ٣٢٩)، الإنصاف (١/ ٤٦٧).
وجاء في الشرح الكبير على المقنع (٣/ ٢٤٤): ويصلون صَفًّا واحدًا؛ لأنه أستر لهم، فإن لم يسعهم صف واحد، وقفوا صفوفًا وغضوا أبصارهم، وإن صلى كل صف جماعة، فهو أحسن».

<<  <  ج: ص:  >  >>