للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقوله: (بألفاظ مخصوصة) فالأذان ذكر مقيد، لا يجوز الزيادة عليه، ولا إبدال ألفاظه بألفاظ أخرى، حتى ولو كانت بمعناه، أو أحسن.

ومنه تعرف أن زيادة: أشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله محدثة، واستدراك على الشرع، واتهام للصحابة رضوان الله عليهم بأنهم لم يتأدبوا مع رسول الله ، وكذا كل زيادة تزاد على الأذان معه، أو قبله، أو بعده مما لا يجوز فعله، وسوف يأتي مزيد بحث لهذه المسألة إن شاء الله تعالى.

وعرَّف الأذانَ بعضُ المالكية والشافعية:

بأنه الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة (١).

زاد الزركشي من شخص مخصوص (٢).

إشارة إلى اشتراط أن يكون المؤذن مسلمًا، ذكرًا، بالغًا، عدلًا، لا كافرًا، ولا صَبِيًّا، ولا امرأةً، ولا فاسقًا، وسوف يأتي بيان الخلاف في بعض هذه الشروط إن شاء الله تعالى.

وعرَّف الحنابلة الأذان:

بأنه إعلام بدخول وقت الصلاة أو قربه لفجر، بذكر مخصوص (٣).

فقوله: (أو قربه) ليدخل في ذلك الأذان الأول لصلاة الصبح، مع ما قيل فيه أكان للصلاة، أم لإيقاظ النائم، ورجوع القائم؟ فلما كان النداء لغير الصلوات المفروضة كالأذان لصلاة الكسوف له صفة مخصوصة، لا تشبه أذان الصلوات المفروضة، وكان الأذان قبل الفجر موافقًا في صفته لأذان الصلوات المفروضة مشتملًا على دعوة الناس لفعل الصلاة بقوله: حي على الصلاة حي على الفلاح، وقع الخلاف بين أهل العلم في صحة الأذان للصبح قبل الوقت، وسيأتي تحرير الخلاف فيه إن شاء الله تعالى.


(١) انظر الفواكه الدواني (١/ ١٧١)، منح الجليل (١/ ١٩٦)، البيان للعمراني (٢/ ٥٤)، المجموع (٣/ ٧٥)، حاشية الجمل (١/ ٢٩٥) ..
(٢) شرح الزركشي على مختصر الخرقي (١/ ٤٩٩).
(٣) التنقيح المشبع (ص: ٧٥)، الإقناع (١/ ٧٥)، غاية المنتهى (١/ ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>