كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=
قال الدارقطني: شبابة ثقة، وقد فصل آخر الحديث، جعله من قول ابن مسعود، وهو أصح من رواية من أدرج آخره في كلام النبي ﷺ.
وذَكَر يحيى بن يحيى عند البيهقي وعبد الرحمن بن عمرو البجلي عند ابن حبان في روايتهما عن زهير أنه ذكر التشهد إلى قوله: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، قال أبو خيثمية: وزادني في هذا الحديث بعض أصحابنا عن الحسن: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، قال أبو خيثمة: بلغ حفظه عن الحسن في بقية هذا الحديث إذا فعلت هذا أو قضيت هذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد.
وذكر أبو نعيم في روايته عن زهير عند الدارمي: قال زهير: أراه قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أيضًا شك في هاتين الكلمتين.
وذكر أحمد بن يونس في روايته عن زهير أن ذكر الشهادتين كان انمحى من كتابه أو خرق، لذلك شك فيه.
فإن قيل: أليس احتمال دخول الوهم على شبابة أولى من دخول الوهم على الجماعة ممن رووه عن زهير؟
فالجواب ذلك ممكن لولا أن شبابة قد توبع على فصل هذه الجملة من الحديث المرفوع،
فقد رواه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن الحسن بن الحر، بمثل رواية شبابة:
فقد أخرجه ابن حبان (١٩٦٢)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٥١) ح ٩٩٢٤، وفي الأوسط (٤٣٨٩)، وفي مسند الشاميين (١٦٤)، والدارقطني (١٣٣٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٤٩) من طريق غسان بن الربيع (ضعفه الدارقطني، وقال الذهبي: كان صالحًا ورعًا، وليس بحجة في الحديث)،
ورواه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٤٩) من طريق بقية (صدوق مدلس، وقد صرح بالتحديث)، كلاهما عن ابن ثوبان، عن الحسن بن الحر به، وفي آخره: قال عبد الله بن مسعود: فإذا فرغت من صلاتك فإن شئت فاثبت، وإن شئت فانصرف.
فالضعف الذي في أبي غسان بن الربيع قد انجبر بمتابعة بقية بن الوليد.
وقد تقوى ترجيح شبابة أيضًا أن الحسين بن علي الجعفي وابن عجلان ومحمد بن أبان قد اتفقوا في روايتهم عن الحسن بن الحر على ترك ذكر الموقوف.
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢٩٨٢)،
وأحمد في المسند (١/ ٤٥٠)،
وابن حبان في صحيحه (١٩٦٣) من طريق إسحاق بن إبراهيم، ثلاثتهم عن حسين بن علي الجعفي.
ورواه الطبراني في الكبير (١٠/ ٥١) ح ٩٩٢٣، والدارقطني (١٣٣٤) من طريق ابن عجلان، كلاهما (الجعفي، وابن عجلان) عن الحسن بن الحر به، واقتصر على ذكر التشهد مما اتفق الرواة على رفعه، ولم يذكروا فيه الموقوف.