ورواه عثمان بن عمر كما في مسند البزار (٨٦١٦)، قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير به، بلفظ: من أدرك ركعة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك، ومن أدرك ركعة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك. تكلم بعضهم في رواية علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير، فقال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد القطان: علي بن المبارك يروي عن يحيى بن أبي كثير أحاديث لم يسمعها. انظر: تاريخ ابن معين رواية ابن محرز (٢/ ١٩٥)، وانظر: حاشية تهذيب الكمال (٢١/ ١١٤). وقال يعقوب بن سفيان: عن يحيى بن سعيد القطان، وذكر علي بن المبارك فقال: كان له كتابان، أحدهما سمعه، والآخر لم يسمعه، فأما ما روينا نحن عنه فمما سمع، وأما ما رواه الكوفيون عنه فالكتاب الذي لم يسمع. اه قلت: رواية علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير في الصحيحين، وهذا الحديث الراوي عنه أبو عامر العقدي، وهو بصري من بلد يحيى، فليتأمل، وهو في أصحاب يحيى بعد هشام الدستوائي، قاله أحمد. وقال ابن عدي: هو ثبت مقدم في يحيى. ومع هذا فإن الاختلاف عليه في لفظه، فمرة يرويه بلفظ: (لم تفته)، ومرة بلفظ: (فقد تمت صلاته) وثالثة بلفظ: (فقد أدرك). وحديث يحيى بن أبي كثير في البخاري (٥٥٦) من طريق شيبان، عن يحيى (يعني: ابن أبي كثير) عن أبي سلمة به، بلفظ: إذا أدرك أحدكم سجدة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته، وإذا أدرك سجدة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليتم صلاته. فيكون الراجح من حديث يحيى بن أبي كثير (فليتم صلاته). فصار الاختلاف على زيد بن أسلم على النحو التالي: رواية الصحيحين من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، وبسر، والأعرج. ورواية أبي عوانة وابن حبان، من طريق حفص بن ميسرة، وزهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، وبسر، والأعرج، فجعلا مكان عطاء بن يسار أبا صالح، وهو محفوظ من حديث أبي صالح. رواه شعبة كما في مسند أحمد (٢/ ٤٥٩)، ومسند علي بن الجعد (١٥٨٤)، وشرح معاني الآثار (١/ ١٥٠)، ومسند السراج (٩٤٧)، وصحيح ابن خزيمة (٩٨٥). ووهيب بن خالد كما في مسند أبي داود الطيالسي (٢٥٥٣). والثوري كما في طبقات المحدثين بأصبهان (٣٩١)، والحلية لأبي نعيم (٧/ ١٤٤). وعبد العزيز بن أبي حازم كما في صحيح ابن خزيمة (٩٨٥)، كلهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. روي عنه بلفظ: من أدرك من العصر ركعة، وروي من أدرك من العصر ركعتين، وروي عنه =