للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وَاحِدٍ منهما إلّا وَاحِد (١)، وَفي هَذَا التَّعْقِيب نَظَر (٢)، والقِسْم الثَّانِي من أَقْسَام المَجْهُول مَجْهُول الحَال في العَدَالَة في الظَّاهِر مع كَوْنهِ مَعْرُوف العَيْن بِرَوَايَة عَدْلَيْن عنه، وفيه أَقْوالٌ:

أَحَدُهما: قَوْلُ الجَمْهور أنَّ رِوَايَتَه غَيْر مَقْبُولة.

والثَّانِي: القَبُولِ مُطْلَقًا وإن لم يُقْبَل رِوَاية القِسْم الأَوّل، قال ابن الصَّلاح: وقد يَقْبَل رِوَاية المَجْهُول العَدَالة مَنْ لا يَقْبَل رِوَاية مَجْهُول العَيْن (٣).

والقَوْل الثَّالِث: إن كَانَ الرَّاوِيَان أو الرُّوَاة عنه فِيهم من لم يَرْوِ عن غير عَدْل قُبِل وإلّا فَلا.

والقِسْم الثَّالِث: مَجْهُول العَدَالة البَاطنِة، وهو عَدْل في الظَّاهِر، فهذا يَحْتَجّ به بَعْضُ من رَدّ القِسمَيْن الأوَّليْن، وبه قَطَع سُليم الرَّازي (٤)، قال ابن الصَّلاح: ويشبه أَنْ يكُونَ العَمَل عَلَى هَذَا الرَّأى في كَثِير من كُتُب الحَديِث المَشْهُورة في غير وَاحِدٍ من الرُّوَاة الّذين تَقَادَم العَهْد بهم، وتَعَذَّرَتْ الخبرة


(١) مقدمة ابن الصلاح ص: ٥٤.
(٢) وقد تَعَقب النَّوَوِيُّ ابنَ الصَّلاح، فَقَال في تقْرِيبه (مع تدريب الرَّاوِي) ١/ ٣١٨: قال الشيخ (يعنى ابن الصَّلاح) رَدًا على الخطيب: وقد روى البخاري عن مرداس الأسلمي، ومسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي، ولم يرو عنهما غير واحد، والخلاف في ذلك متجه كالاكتفاء بتعديل وَاحِد، والصواب نقل الخَطِيب، ولا يصح الرَّدُّ عليه بمِرْدَاس وربِيعَة، فإنّهما صَحْابيّان مَشهُورَان، والصَّحَابَة كلُهم عَدُولٌ، وتَعَقَّب السُّيُوطيُّ تعقيبَ النَّوَوي على ابن الصلاح، راجعَ تفاصيل ذلك في تدريب الراوي ١/ ٣١٩.
(٣) مقدمة ابن الصَّلاح ص: ٥٣.
(٤) هو سُلَيم بن أيّوب الرازِي من كبار الشوافع، وله ترجمة في طيقات السبكي ٤/ ٣٨٨ وسير أعلام النبلاء ١٧/ ٦٤٥ وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>