للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نفى الصُّحْبَة (١)، وقد قال الحاكم عن بعض مَشَايِخِه أنَّ اشتِقَاق المُخَضْرَم [من] (٢) أنّ أهل الجَاهليّة كانوا يُخَضرِمُون آذَانَ الإبِل أي يَقْطعُونَها لِتَكُونَ عَلامَةً لإسلامِهم إن أُغيِر عَلَيْهَا أو حَوْرِبُوا انتهى (٣) فَعَلَى هَذَا يَحْتَمل أن يَكُونَ مُخَضْرِم: بكسر الرَّاءِ كَمَا حَكَاه بَعْضُ أهل اللُّغَةِ، ويَحْتَمِل أن يَكُونَ بِفَتْح الرَّاءِ، وأَنَّه اقْتُطِع عن الصَّحَابَة وإن عَاصَرُوا لِعَدَم اللُّقِي، وقد أغْرب ابن خَلّكان فَقَال: قد سُمِع مُحَضْرِم: بِالحَاءِ المُهْمَلَة، وكسر الرَّاء أيضًا (٤)، وقد ذكرتُ من وقَفْتُ عليه أنّه مُخَضْرَم (٥) في وُرَيقاتٍ، فاجْتَمَعُوا جَمَاعَة كثيرة، والله أعْلَم.

مَسْألة: إذَا اخلتط الثِّقَة

فَمَا حَدَّث به في حال الاختلاطِ فإنَّه لا يُقبَل، وكَذَا إذا أبْهم أَمْرُه، وأشكل فَلَم يُدَر، حَدّث به قبل الاختِلاط أو بَعْدَه؟ فَمَا حَدَّث به قبل الاختِلاط قُبل، ويُمَيّز ذلك باعتبار الرُّوَاةِ عَنْهم (٦).

مَسْئَلة: اختَلَفَ العُلَماء في قَبُول رِوَايَة المَجْهُولِ

وَالمَجْهُولِ على ثَلاثَة أقْسَام، مَجْهُولُ العَيْن، ومَجْهُولُ الحَالِ ظَاهِرًا وبَاطِنًا، ومَجْهُولُ الحَالِ ظَاهِرًا (٧):


(١) وانظر بحث المخضرم في كتاب المؤلف نفسه "تذكرة الطالب المعلم لمن يقال: إنّه مخضرم المطبوع ضمن مجموع الرسائل الكمالية ص: ٣١٣.
(٢) الزيادة من معرفة علوم الحديث للحاكم ص: ٤٥ والمؤَلِّف نقله منه، وكذا في تذكرة الطالب المعلم ص: ٣١٥.
(٣) معرفة علوم الحديث ص: ٤٥ وانظر أيضا في تذكرة الطالب المعلم ص: ٣١٥.
(٤) وفيات الأعيان ٢/ ٢١٣ - ٢١٤، ضبط فيه بالضبط المعروف، ثم قال: وسمع فيه مُحَضْرم: بالحاء المهملة وكسر الراء أيضًا.
(٥) وسَمَّاه تذكرة الطالب المعلم بمن يقال إنّه مخضرم، وقد طبع الكتاب ضمن مجموعة الرسائل الكمالية.
(٦) وللمؤلف رسالة لطيفة في المخعلطين سَمّاها "الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط. وقد طبعت هذه الرسالة أيضًا ضمن مجموعة الرسائل الكمالية وكذا أفْرِدَت بالطَّبْع أيضًا.
(٧) راجع تفاصيل هذه المسئلة في مقدمة ابن الصَّلاح ص: ٥٣ وتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ١/ ٣١٦ - ٣٢٠ وانظر أيضًا الكفاية للخطيب البغدادى ص: ١٤٩ وما بعده، وانظر أيضًا التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح اللعراقي ص: ٤٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>