للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الحمد للّه الّذِي جَعَل العُلماءَ وَرَثَةَ الانبياء، والصّلاةُ والسَّلامُ على نَبِيه محمد سَيّد الأصفياء، وعلى آله وصَحْبه السَّادَة الأتقياء صلاةً وسلامًا دائمين يستوجبان رُتْبَةَ الأولياء.

وبعد: فإنّ علومَ السُّنَّة المشرَّفة من أجلّ العُلُوم وأنفع الفُنون وأَحقّها بالتَّعَلُّم والتَّعْلِيم وأَولاها بكل عناية واهتمام، يُحِبُّها ذكور الرجال وفُحُولهم (١)، ويُعْنَى بها مُحِقّقُو العُلَماء وكَمَلتُهم، فهي العُلُوم التى يتوصَّل بها إلى تمييز الصَّحيح من الضّعِيف من الأحاديث النبويّة.

وقد تَنوعت علوم الحديث تَنَوّعًا بحيث لا يمكن حصرها، ولذلك قال الحاكم: (النّوع الخَامِس والسِّتون) معرفة أوطان الرُّواة وبُلدانهم، وذلك آخرها، وليس بآخر الممكن في ذلك، فإنّه قابل للتَّنْوِيع إلى ما لا يُحْصَى، إذ لا تُحصَى أحوال رُوَاة الحديث وصفاتهم، ولا أحوال متون الحديث وصفاتُها (٢).

ومن هذه العُلُوم عِلْمُ معرفة أحوال الرجال شيوخهم وتلامذتهم، وتواريخ ولادتهم ووفياتهم، وجرحهم وتعديلهم، وغير ذلك، وهو فَنٌّ من فُنُون الحديث الّذي اهتم به علماءُ المسلمين اهتمامًا كبيرًا، وجعلوه من ضروريات الدين، والكتاب


(١) مقتبس من قول الزهريّ المشهور: يُحِبُّه وفي رواية يُعْجبه ذكور الرِّجال ويكرهه مؤنثوهم أخرجه ابن عدي في مقدمة الكامل ص/٧٢ والخطيب في شرف أصحاب الحديث ص: ٧٠، وذكره ابن نقطة في تكملة الإكمال ٣/ ٤٨٤ (٣٥٨١) و ٤/ ٢٦١ (٤٣١٠) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ١/ ٥٩، وفيه الحديث.
(٢) مقدمة ابن الصلاح ص: ٧.

ج: ص:  >  >>