للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

دِرَاسَة كتاب نِهاية السَّوْل في رُوَاة السِّتَّة الأصُول

من المُفِيد هنا - قبل أن أخوض في صُلْب المَوْضُوع - أن أعرض باختصار سِلْسِلة الكُتُب الّتي ألّفَت في نفس المَوضُوع الّذِي أَلَّفَ فيه السِّبْطُ كتابَه هذا مع إشارة خَفِيفة إلى مَنَاهج بَعض هذه الكُتُب ليتضح بذلك مَنْهج السِّبْط في كتابه هذا أكثر اتضاحًا، كما أَنَّ عَرْض هذه السِّلْسِلة يُعْطِينا فكرة عامَّة عن مَنْهج كتاب السبط وقيمتِه قبل أن أذكر مَنْهَجه وأهمِيتَه بشيء من التَّفْصِيل أثناء دِرَاسَة الكتاب.

لقد عُنِي عُلَماء الإسلام مُنْذ فَتْرة مُبَكِّرة بتألِيف الكُتُب الّتى تَتَنَاول رُواة الحَديث للاستفادة منها في بيان صَحِيح الحَديث وسَقِيمه، كَتَواريخ الإمام البُخَاري الثَّلاثَة والضُّعَفَاء له، وكتاب الطَّبَقَات لابن سعد، والجرح والتَّعْدِيل لابن أبى حاتِم، والثَّقات وكتاب المُجْرُوجين كلاهما لأبي حَاتِم ابن حبان، والثّقات لِلْعِجْلِي وابن شاهين، وغيرها، وهي كَثِيرة، وحينما وضعت الكُتُب السِّتَة في الحديث وهي: صحيح البُخَارِي، وصحيح مسلم، وجَامِع الترمذِي، وسُنَن أبي داود، وسُنَن ابن مَاجَه، وسُنَن النسائيّ اعتبرها جَهَابِذةُ المُحَدّثين دواوين الإسلام، فاشتَهَرتُ في بلاد الإسلام، وذَاعَ صيتُها بين الأنام، فَعُنوا بها، وبروايتها ورجالها، فألّفُوا الكُتُب المَعْنِيّة بِتَنَاول الرِّجال الواردين في أسانيد هذه الكتب، فألّف حافظ الديار الشامية أبو القاسم ابن عساكر (٤٩٩ - ٥٧١) كتابه المعروف "المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النَّبل" صغير الحجم كثير النفع على المنهج التال:

١ - اقتصر فيه على شيوخ أصحاب الكتب الستة دون الرُّوَاة الآخرين الواردين في الأسانيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>